عشوائية العقول !!!


 


اثناء زيارتي لبلدي الحبيب مصر أم الدنيا ، التي تعودت من أهلها عبر السنين الماضية ، صفاء الكرم الأخلاقي والفكر المتقدم بثقافة عالية تملأ العقول وتُنير دروب الحياة ، متناثرة على جنباته الأمل يُزين طريقنا للوصول إلى الهدف الذي يخدم بلدنا ، ورسالة  كل فرد يؤديها بإخلاص وأمانة دون حقد ولا مد اليد لتأخذ ما ليس من حقها وأيضا ثقافة فتح شباك السيارة لرمي كيس قمامة . قررت أن أنزل الشارع أتجول على قدمي ثم أستقل التو كتوك الذي أصبح منتشراً في كل مكان ومن بعده الميكروباص والمترو ، ومن هنا أجدها فرصة للاختلاط بهذا الشعب العظيم البسيط وأبدأ أسمع ما كنت أسمعه عبر الإعلام الذي جعل الصورة عندي ضبابية للمنظر الطبيعي الجميل الذي رُسم في ذهني من الصغر، وللأسف وجدت أُناساَ ليسوا كثيرين وأيضا ليسوا بقليلين أن عقولهم مشوشة بسبب الإعلام وآخرون يكرهون الإصلاح لأغراض شخصية وما يحتاجه وتعويض ما تعرض له أثناء الثورة من خسائر مادية ومعنوية ، وجدت كل شيء محاطاً بالشكوك ومشبوهاً وعندما أبدأ النقاش في أي موضوع مثار للأسف لا أستطيع الوقوف على شيء ثابت لأن كل شيء لديهم أنا سمعت أو فلان قال ، أو أنا قرأت في جريدة كذا ، أنا رأيت في القناة الفضائية الفلانية ،وجدت أن معظم الآراء والكلام افتراضي وعبثي فعلى سبيل المثال لاحظت كلمةً مشهورة جدا لدى البعض أرادوا تعميمها بكل ما يملكون من قوة إعلام أو مال أو نفوذ من أي نوع شرعي أو غير شرعي هذه الكلمة هي ( أخونة الدولة ) وعندما أستفسر عن معناها لم أجد شيئا يشفي الصدر أبدا بل ويريدون بث الخوف في نفوس الشعب من الإخوان بتشبيههم برجال النظام السابق وطبعا هذا تشبيه مناسب للنيل منهم ولفظ الشارع لهم  بادعاءات واهية مثل امتلاك رجال أعمال الإخوان معظم المشاريع بالبلد ومن هذه الادعاءات قالها لي أحد المحسوبين على الفلول ، أن الرئيس (مرسي) خصص قطعة أرض في إحدى الأماكن للدكتور ( عصام العريان ) فقلت له كيف وأين إثباتك ؟ تملص وقال اذهب معي الى هناك وأجعلك ترى الأرض بنفسك فقلت هل معنى انك توقفني على الأرض يكون ادعاؤك صحيحاً حتى يكون الحديث مثمراً لا بد أن يكون في ورق ثابت لذلك وانتهى الحديث عند هذا الحد ، وجدت للأسف أن الاعلام قد أجرم في حق الشعب بمحاولته بث ثقافة العداء لدى الناس تؤدي إلى تبني قضية إقصاء هذا الفصيل وهو جماعة الإخوان المسلمين من المشهد السياسي والاجتماعي بل من كل المشاهد التي نعرفها وكأنهم ليسوا ضمن النسيج المصري الواحد وهذه قمة الديكتاتورية المطلقة عند من يدعون الديمقراطية ، وفي المقابل الفاضح يحاول هؤلاء عبر خطة مشبوهة من خلال برامجهم المنتشرة بالقنوات التي يمتلكونها أن يبرئوا بلطجياً عانى منه الكثيرون طوال سنين عدة ولديه شبكة بلطجة مكونة من مائتين وخمسون ألف بلطجي على مستوى الجمهورية وألف ومائتي بودي جارد يحرسونه ويمشون معه على حد قول ( البلتاجي ) ،وجدت الإعلام يصور هذا المجرم ( نخنوخ ) بأنه  الرجل الشهم  صاحب العطاء والسبق في عمل الخير والتبرع للمساكين والمساجد ! وشهامته المعهودة لدى الجميع واحترامه لشعائر العبادة بتوقف البار وصالة الديسكو عند الصلاة ، وقد رأيت العجب  باتصال بعض الفنانين والفنانات ودفاعهم الشديد عن نخنوخ وكأن إصبعهم تحت أنيابه  ، أما من يخدم البلد ويعطونه من وقتهم وأموالهم يحاربونهم ويفعلون كل ما بوسعهم  لإقصائهم ، فقررت أن أجلس مع نفسي وتحليل كل شيء بالعقل والمنطق فوجدت أن عشوائيات العقول أخطر من عشوائيات المساكن التي رأيتها في مصر هذه العشوائيات في الفكر المليء بالهرتلة والآراء التي بنيت دون أي أساس لها وقابلة للانهيار في أي وقت ، حقيقة وجدت نفسي في حيرة من وضع الناس وقابليتهم لاستقبال الكذب قبل الصدق لأن الكذب أحيانا يكون أوله حلو المذاق وذا وجه براق وآخره مرُاً وعلقماً ذا وجه أسود ومن يقترب ليتحقق منه يشكه شوكه المسموم   أما ما ينفع الناس وإن أريد خفت ضوئه سيأتي يوم عليه ليسطع بريقه وينير الدنيا بأسرها ، ولا بد أن يكون الجميع على يقين أن من يُلقى بالحجارة هو الشجر المثمر دائما ، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء !

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!