هل ما يحدث معارضة حقيقية ؟!


 

 من المتعارف أن المعارضة تُزين الحياة السياسية وتجعل بيئة  العمل فيها  إيجابية، فهي المصفاة التي تنقي الأشياء الغريبة وتكون لها بالمرصاد وتمنعها من تعكير صفاء الحياة، ومن أبجدياتها تصحيح اعوجاج المسار عندما يميل يمينا أو يسارا، والمعارضة الحقيقية هي التي تعمل دائما  لصالح الوطن والناس واقتصادهم وأمنهم بل وحياتهم كلها بوضع الرؤى والحلول لكل مشكلة بوفرة الفهم الصحيح الذي على أساسه يبنى الصرح الشامخ للمواطن ، أما إذا حاد المعارض على مساره وسلك مسار المصلحة الشخصية وتقديمها على مصلحة الوطن والمواطن سيكون حتما الخلاف غير المبرر هو السائد وبه تُعطل عجلة المسيرة لقطار الحياة  وتأخيره في الوصول إلى الهدف المنشود إذا ما كتب عليه التيه أصلا ، فما نراه الآن مع الأسف لا يمُت للمعارضة بصلة بل ما يحدث ما هو إلا عداء واضح وخصومة مُفتعلة صدق الجميع هذه الخصومة وأصبحت ضد الهوية الإسلامية  ورفضها في أن تحكم البلد بتشويه صورتهم أمام الشعب بطريقة ممنهجة عبر بعض الإعلاميين المأجورين لتفتيت الوطن وشرذمته بالتفرقة وتقسيم الشعب إلى يمين ويسار، إسلامي وغير إسلامي مع التركيز على خلق الفتنة الطائفية،   وهذا بالتأكيد يخدم أعداء الوطن بأيدي مواطنيه مدعين الوطنية والإخلاص لهذا الوطن العظيم ، وقد بدأت هذه الخلافات في الظهور على سطح الساحة منذ الاستفتاء على الدستور مرورا بالانتخابات التشريعية وانتخابات الرئاسة التي تغلب فيها الدكتور (مرسي) بعد مخاض عسير جدا، ومن حينها بدأ التخوين ومحاولات الإقصاء الدؤوبة  من (الجميع ) إذا صح التعبير ضد الإسلاميين عموما والإخوان خاصة وتوجيه تُهم لا تُحصى ولا تُعد بالوقيعة بينهم وبين الشعب بحجج واهية واتهامات لا أصل لها مثل أسلمة الدولة وجعلها دولة دينية مع أن الإسلام لا يُقر الدولة الدينية أبدا وكبت الحريات ووئد الإبداع .إن التُهم طالت كل متدين ينتمي إلى فكرة الإسلام الحضاري ( الوسطي ) ، واستبعاد من الحياة السياسية كل من يصلي وظهرت علامة الصلاة في جبينه كما حدث ذلك في الاجتماع التحضيري الذي أقيم في مقر الوفد للتوافق على أعضاء التأسيسية للدستور فقام  (أيمن نور ) رئيس حركة كفاية باقتراح أن يكون الدكتور ( محمد محيي الدين ) وكيل حزب غد الثورة بتمثيل الحزب بالجمعية التأسيسية فاعترض ممثلا حزب المصريين الأحرار والتحالف الديمقراطي على الاقتراح بسبب تلك الزبيبة التي في وجهه وهذا الكلام ذكره (عصام سلطان ) ، أليس هذا عارا وإقصاء بمجرد شم رائحة هوية الإسلام لديه؟ هل  تلك الحرية التي تدعون لها أيها الليبراليون واليساريون والعلمانيون ؟ في الحقيقة أن الجميع يُدرك ذلك أن الصعاب تُظهر معادن الرجال وقد ظهر جليا الرجال من أنصاف الرجال.

 إن من يحب وطنه ويبذل كل ما بوسعه من أجلها هو الرجل بحق ومن يفعل العكس لإغراقها هو ليس رجلا، اختلاق الأزمات وعمل الوقفات الاحتجاجية بسبب وغير سبب ، كالوقفة التي دعا إليها ( كمال خليل ) حاملا مطالب غريبة مثل (لا لحكم المرشد ) ولا أدري ما دليله على ذلك .طبعا الكل يرفض هذا إن وجدا فلا أحد يقبل أن يوجه رئيس الجمهورية أحد مهما كان ، كما طالب برفض الخروج الآمن لقيادات المجلس العسكري ورغم الاختلاف مع المجلس في كيفية إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية، لكن في الوقت  نفسه لا بد ألا ننسى موقفه الرائع واعتراضه على استخدام العنف ضد المتظاهرين في ثورة 25 يناير ولو استخدمها لزهقت أرواح كثيرة، وأسأله (خليل ) ماذا كنت ستفعل إذا جاء بك القدر مكان الدكتور (مرسي ) الذي تُدرك جيدا أن الوضع في غاية الصعوبة وتركته ثقيلة؟ وما الذي قدمته لوطنك كمعارض منذ نشأة حزبك ؟ وكم عدد أفراده ؟  ما يظهر للعامة أن القوى اليسارية ليس لها أي دور غير النقد غير البناء لجماعة الإخوان المسلمين بمساعدة بعض الإعلاميين الذين يضمرون الحقد للإسلاميين ويبذلون الغالي والنفيس من أجل إقصائهم ، وكانت للمرشح ( صباحي ) الذي لم يحالفه الحظ في انتخابات الرئاسة مواقف سلبية وهدامة وليست متوقعة منه أبدا والذي على أثرها خسر رصيدا كبيرا لدى الناس الذين كانوا يحبونه ويساندونه ، من هذه المواقف  المحزنة تحالفاته التي يعرفها جيدا منها رفضه أن يكون ضمن الفريق الرئاسي ، وسؤالي هل يقتصر يا (صباحي) خدمة الوطن على الرئيس فقط ؟ ولا داعي للشعارات الرنانة التي تطلقها وليس لها معنى  (مثل أن الإخوان أقلية ولكنهم أقلية منظمة )، وهنا يأتي سؤال مُلح لماذا لم تُنظم نفسك وتفعل مثلهم ؟ بدلا من الرحلات المكوكية وعقد المؤتمرات للوقيعة بالكذب والتدليس ضد الإخوان على أنهم يقفون ضد إرادة الشعب، وأن سياسة الإخوان لن تكون مع أغلبية الشعب وستقف حركة التيار الشعبي في وجه (مرسي وجماعة الإخوان) الذي حتى الآن كل العالم يُشيد به حتى أعداؤه إلا (صباحي) المنتمي لليسار الذي أقصى الإسلاميين من قبل بقيادة الجنرال (عبد الناصر) ،  وفي الوقت نفسه أشاد صباحي بأعضاء الحزب الوطني الديمقراطي المنحل وأنه حريص كل الحرص على ضمهم للتيار الشعبي قبل أن يستحوذ عليهم الإخوان، ألم تكن من الداعين إلى القضاء على مبارك وحزبه؟ الشعب المصري لا يريد صراعات بين القوى بل يريد الاستقرار وعدم تأجيج الفتن، وأصبح الفرد العادي في المجتمع يُدرك مَن الداعي لها، من مصلحة هذا الشعب أن يتحد الجميع وتسمو مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية وتوجهاتها، حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء!

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

 

.

 

تعليقات

  1. لماذا يخاف من هم على حق من الذين ليس ع حق هل نحن ف زمن السفسطائين الذين يقلبون الباطل حق والحق باطل هل يرجع الزمن للوراء لزمن الجهل والغباء انا ف رايئ ان يتقدم الرئيس الفاضل محمد مرسى ومن اختارهم من اجل مصلحة الوطن ولا يلتفت للعواء والسفسطة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!