مقاصل البرامج التلفزيونية للإخوان !



لقد تابعت التلفاز أمس مثل الكثير من الشعب المصري داخلها وخارج قطرها ، وتألمت كثيراً مما رأيت من بعض مقدمي البرامج عبر القنوات المختلفة إلى ساعات متأخرة من الليل تعدت منتصفه بقليل ، عندها انتابني الملل مما يحدث والخوف في نفس الوقت على مستقبل مصر وأهلها ، وسألت نفسي أسئلة كثيرة وللأسف الشديد لم أجد لأي سؤال أي إجابة شافية لنفسي ، من هذه الأسئلة ، لماذا هذا الهجوم البشع على هذه الجماعة وعلى الحزب المنبثق منها "الحرية والعدالة" ؟ لماذا هذا الخوف غير المبرر نهائياً ؟ لماذا افتراضية " التكويش " على السلطة ؟ لماذا الاتهامات الكثيرة التي لا حصر لها ؟ لماذا تعد العُدة لانقلاب شعبي عليهم ولصالح من ؟ لماذا هذا العداء من لميس الحديدي ومحمود سعد وعمرو الليثي ومنى الشاذلي ؟ ما الذي يقصده رئيس حزب التجمع بقوله عبر مداخلة تليفونية " مش قولتلك يالميس صدقتيني " فردت عليه صدقتك ؟ لماذا جلب كل من له ضعينه في قلبه تجاه الاخوان في البرامج او في المداخلات ؟ لماذا نصبت المقاصل عبر القنوات ؟ لماذا هذا التحول المؤذي لكمال الهلباوي فقد بكيت مما سمعت منه بالأمس ؟ هل لهذه الدرجة ينسى الناس مبادئهم من أجل المصالح ؟ فما رأيته أمس شيئ مستحيل أن يحدث في مصر البلد الطيب أهلها ، فما إن بدأ الإعداد للمؤتمر المدعو اليه من قبل حزب " الحرية والعدالة " لتوضيح قرارهم تجاه قضايا عدة ومنها تقديم مرشح للرئاسة ، وبيان يصدر منهم عن توصل مجلس شورى الجماعة إلى ترشيح "خيرت الشاطر" رئيسا للجمهورية والأسباب الجلية التي أجبرتهم على أخذ هذا القرار الذي قد يخسرون من أجله الكثير ، لكنهم على استعداد لتحمل تبعاته من أجل مصر وشعبها الذي حملهم أمانة كبيرة في أعناقهم وكذلك حماية الثورة المجيدة ، وأنهم يدركون مدى التخوين الذي سيتعرضون له واتهامهم بلعق وعود الأمس لكن يوجد عندهم ثقة بالله أنه سيظهر الحقائق في يوم من الأيام ، ويدركون بتحملهم للرياح العاتية لكنها لن تستطيع أن تقتلع جزورهم الايمانية بالله وايمانهم بواجبهم تجاه الوطن وأهله الذي سيدركون بعد ذلك من هم طلاب السلطة ، رغم عدم سلامة أي فرد من  أفراد الجماعة حتى مرشدهم من الاتهامات ، وأنا هنا والله لست بصدد الدفاع عن أحد لانني أدرك أن الله يدافع عن الذين آمنوا ، لكن أردت أن أخلص ضميري أمام الله وأدلو بدلوي بغض النظر أيقبله غيري أم لا يقبله  صحيحا عنده أو غير ذلك المهم أننى مقتنع  بهذا وعلى يقين وثقة بهؤلاء  الذين ما تمنيت أن أكون في وضع أحدهم الآن فكان الله في عونهم وثبتهم على الحق إن كانوا صادقين ونحن لا نزكيهم على الله ولا نشك في ذلك ، وأقول لزعماء البرامج التحريضية اتقوا الله في الوطن وأرتقوا بمصر وأنسو كل الخلافات ، وأقدم لكم أنمزج من أحزاب العالم التي حصلت على أغلبية ، فقد فاز الحزب الديمقراطي في أغلبية مجلس الشيوخ وأغلبية مقاعد مجلس النواب الأمريكي ، وما تكلم أحد أنهم "كوشوا على السلطة " ، كما نجد حزب العمال البريطاني عندما فاز في الانتخابات ألزم نفسه بتحديث بريطانيا وأن الناخبين يرغبون في تطمينات بعدم تكرار الماضي ، فقام بإلغاء السياسة القديمة التي تقضي بفرض الضرائب من أجل المصروفات ، ومعاملة الاتحادات العمالية بصورة عادلة دون تحيز . وقد أعرب الحزب عن نيته بأن يمسك عصا السلطة من الوسط ، رغم حدوث انشقاقات داخل الحزب والحديث عن السيطرة لدى زعماء الحزب ، وأصبح كبار أعضاء الحكومة العمالية أنفسهم في مواجهة النقد الصحفي الذي على إثره استقال وزراء ، ولو تم المقارنة بما يحدث بمصر أنه قد يكون نقد صحي لو على حق كما كان في بريطانيا ، فنجد أن النقد عندنا لمجرد إنهاء إمبراطورية الاسلام كما يرون . ونشير أيضا في هذا المقام إلى انتخابات المانيا عام 2005 م عندما سيطر حزب الديمقراطيين المسيحيين على 11 ولاية من أصل 16 ولاية ، وحصل حزب شرودر "الحزب الديمقراطي الاجتماعي " على المركز الثاني وادعى حينها شرودر أن الألمان اختاروه مجددا وأنهم غير راضون على ميركل كي تصبح مستشارة ألمانيا ، دائما من يتمسك بالسلطة هكذا يفعلون أما "حزب الحرية والعدالة" اعتقد أنهم يعتبرونها ابتلاء ليس إلا والدليل على ذلك ردة فعل ابنة الشاطر عندما علمت باختيار شورى الجماعة ابيها للتقدم بالترشيح لرئاسة الجمهورية قالت "إنا لله وإنا اليه راجعون " اللهم أْجُرْنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها ، أما في المانيا وبعد مفاوضات شاقة بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الديمقراطيين المسيحيين قرر الحزبان الدخول في ائتلاف بدون شرودر وتحت رئاسة ميركل ، وعندها لم يتقبل شرودر وأعلن اعتزاله الحياة السياسية وتفرغه للعمل من جديد كمحامٍ  وتفرغه لتحرير كتاب عن حياته ،  ولو قام حزب الحرية والعدالة بالاتفاق مع الاحزاب الأخرى للتوصل الى اتفاق فيما بينهم في موضوع التأسيسية والتوافق على رئيس لجميع الوطن لكان أفضل وتتشابك الأيدي من جديد وننسى معها الخلافات ويدخل موقدو الفتن إلى جحورهم ومن ثم سدها بإرادتنا لعدم عودتهم مرة أخرى ، حفظ الله الوطن من الفتن وأخرس كل من أراد الفرقة بين الشعب !

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!