آحلالٌا على الأحزاب آحرامٌا على الإخوان؟!



العجب كل العجب ممن يدَّعون الإستقلالية والكرامة وهم من فعلوا الثورة ووقود الثوار الذين رفضوا المجلس العسكري أن يكون وصي على الشعب المصري، ونادوا وما زالوا ينادون بحناجر قوية مدوية "يسقط يسقط حكم العسكر" التي أصبحت أيديهم ملطخة بدماء الشهداء وصفقته مع الإخوان المسلمين، إذًا لا بد من زعزعة الوضع وزلزلة الأرض من تحت أقدامهم بما يملكونه من إعلامٍ قويٍ وإيضاح ذلك بوضوح فيها بعداءهم الكامل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وعدم رضاهم بما يقومون به في إدارة البلاد، ورفضهم التام لحزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين والوقوف بقوة أمام تقدمهم ونجاحهم في أي عمل يرفع أسهمهم عند الشعب، وشخصنة العملية السياسية للإنتقام السريع كما حدث في اللجنة الدستورية وتم الإنسحاب منها بل ومقاطعتها ووصل الأمر بإصدار قرار بوقف تكوينها لعدم مشاركة جميع أطياف المجتمع إلى هنا الأمر يسير طبقًا لما هو مخططًا له بالقلم والمسطرة، ثم بعد هذا الجهاد والمثابرة في الميادين والمرابطة على جبهات الإعلام، أتوا اليوم ونسوا ما مضى من شعارت رنانة وتعانقت أيديهم مع العسكر الذي كانوا ضدهم بالأمس القريب؛ بل واجتمعت هذه الأحزاب السياسية لإعداد وثيقة اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور الذين هم يحاربون حزب الحرية والعدالة عندما قاموا بتكوين اللجنة الدستورية لعمل دستور لكل المصريين، هم الآن يضربون عرض الحائط لكل الأعراف الأخلاقية التي صدعونا بها من قبل وتجاهل تام للمادة 60 من الإعلان الدستوري التي خصت مجلسي الشعب والشورى بإعداد معايير اختيار الجمعية التأسيسية للدستور، وهنا أسأل هؤلاء سؤالًا أليس حزب الحرية والعدالة من الشعب؟! أم من تغضبون عليه فليس له نصيبًا في الوطن؟ هل ما فعلتموه حلالًا لكم حرامًا عليهم؟ لماذا غضبتم من فعلتهم بالأمس وترضونه لكم اليوم؟ إن هذه إهانة شديدة لنا جميعًا واللعب بعقولنا أيضًا والاستخفاف بها، كذلك تعاملكم ضد رأيهم في حكومة الجنزوري عندما قبلوه ووقفوا معه من باب إعطاء الفرصة وعدم تقديم النية السيئة وظلم الرجل الذي كانوا يعانون من مثل هذا الظلم من استبعاد من الوظائف والترقيات وجميع المناصب الرفيعة منذ 60 عام فمن الطبيعي ألا يظلموا أحد خاصة أنهم جربوا لوعة الظلم، وفور اكتشاف ضعفه في الأداء وعدم قدرته بإدارة المرحلة طلبوا منه الإستقالة أو يقيله المجلس العسكري أو يتم سحب الثقة منه في مجلس الشعب لأن هذه أمانة في رقابهم؛ لكن اليوم قد أتت هذه الأحزاب بوقوفهم بقوة بحجة أن المرحلة لا تسمح بذلك ولا يتبقى إلا 6 شهور على رحيل الحكومة، وعندما كشر المجلس على أنيابه للخروج من هذا المأزق قام بتعليق جلسات مجلس الشعب إلى 6 مايو 2012 م لحين استجابة الحكومة والمجلس العسكري لمطالب المجلس خرج "مصطفى الجندي" من حزب الثورة مستمرة وقال نحن رافضين قرار التعليق لكن للأسف تم الموافقة عليه من الأكثرية وليس الأغلبية، وشكك في صدق نواياهم فالتهم أجدها موجودة في جيوبهم وليس في إدراج مكاتبهم، وهذا يذكرني بالمثل "حبيبي أبلع له الظلط، وعدوي أتمنى له الغلط"، كذلك حزب النور السلفي الذي يُفترض أن يكون في خندق واحد مع الإخوان أصبحوا ضمن المعادين و"المحاربين" لاثبات الذات والإستقلالية والخروج من ركاب الإخوان المسلمين، هذا ما ذكره "نادر بكار"  وهذا ما وضح جليًا يوم السبت 28 أبريل 2012 عندما اجتمع مجلس شوراهم وتم الاجماع فيه بمساندة الدكتور"عبد المنعم ابو الفتوح"، وقد أشدت بهذا القرار الديمقراطي وأنه يُبين في نفس الوقت على عدم أي اتفاق حدث من قبل ولا أتوقع أن يحدث من بعد لأن حزب النور يريد أن يُبين للجميع أنه ذو سيادة، ولا أدري هل الإخوان المسلمين عندما يتحدون مع حزب النور سيقلل من استقلالته؟ وحزب النور الذي كان ينظر إلى التوافق مع باقي القوى الليبرالية مخالف وخرج من هذا التوافق عندما تم توافق الاخوان معهم وقالوا أنه لا يجوز، أليس من يدعموه الآن حسبوه من قبل على الليبراليين مع احترامي التام لشخص "أبو الفتوح" الذي أتمنى فعلًا من كل قلبي أن تتم مساندته من الجميع ليكون رئيسًا لمصر ، وقد قال "بكار" من قبل نريد شخصًا قريبًا إلينا فكريًا، واليوم يقول لم نعبأ كثيرًا بأن يكون المرشح سيكون الأقرب إلينا فكريًا في الوقت الذي يتفوق عليه غيره بالكفاءة ولو نسبيًا. ولو كانوا فعلا يبحثون بصدق على شخص يطبق الشريعة الإسلامية فكان الأقرب لهم هو "أبو اسماعيل" الذي رفضوا مساندته وقد استراحوا بقرار استبعاده للأسف الشديد؛ رغم أن السلفيين هم من الأسباب الرئيسة التي شجعت الإخوان على التقدم بمرشح للرئاسة وهذا طبعًا خلافًا لرغبة المجلس العسكري الذي من دوره أوضح للإخوان "الرئاسة خط أحمر" ولا يسمح بتغيير ملموس يشعر به الناس، وأن حكومة الجنزوري لا مجال للاقتراب منها، وأن هناك 12 وزارة لا بد أن تكون تحت سيطرة المجلس العسكري، وعلى الإخوان تقنين كل ما يريده العسكر وتفصيل الثوب الذي يناسبهم، وهذا كله والأحزاب الجميلة تركت حزب الحرية والعدالة بمفردها في عرين الأسد حتى يأكله ويستريح الجميع منهم، إن الثورة جعلت كل شيء سيء يُلصق بالإخوان لتشوية صورتهم لدى الناس، وأصبحت الأفعال قد تكون حلالًا للبعض مقبولة منهم وحرامًا على الآخر مردودة اليهم، فما يحدث هو تحجيم واضح وممنهج لأغلبية البرلمان المتمثل في حزب الحرية والعدالة المغضوب عليهم من الجميع، مع الافتراءات التي تدعي أن أفعالهم هي التي أوصلتهم لذلك فهذا تغيير للحقائق وطمثها بدءًا من حكاية العلاقة الحميمة مع المجلس العسكري إلى الخُلع بذوبان العلاقة، ولو نظر الجميع بعين الحق والمصلحة الوطنية لوجدوا أن تلك المرحلة كانت تقتضي حسن الظن وليس العكس حتى يصلوا بالناس إلى بر الآمان، والله أصبحت أشفق على جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة مما يحدث لهم من جور سياسي وظلم إجتماعي وعقوق حزبي لدرجة أنني قولت لو بيدي الأمر لقمت بترك الساحة لهم جميعًا وأبقى في ساحة الدعوة لله ناجيًا بنفسي من دنس السياسة الحالية بعدما أصبح المباح حرامًا على الإخوان حلالًا للأحزاب الليبرالية ومن يقف في خندقهم، لكن ليس بيدي هذا الأمر، كان الله في عون "الكتاتني" في مجلس الشعب، وفي عون جميع أعضاء الإخوان الذي يبدو أن الظُلم ملازمًا لهم دومًا، حفظ الله المخلصين من أبناء مصر وأخرجهم من بين الظالمين سالمين.

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com










تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!