الشعبُ يريدُ قرارًا شجاعًا من الجميع!




إن مصر تمر بمرحلة فارقة خطيرة يجب أن تتوحد عندها جميع القوى الوطنية بمختلف انتماءاتها وركل مواضع الخلاف والاختلافات التي عاصرتهم وانتصرت عليهم خلال الأشهر السابقة، وهذه الخلافات قد أظهرتنا بصورة سيئة ومزدرية لدي الجميع، ومعها تعالت الإتهامات والإساءات في الشارع وعبر القنوات الفضائية وشبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر ومدى كمية التخوين التي نالت الجميع دون استتثناء، فنقول للجميع وأخص القوى الإسلامية أولًا قبل جميع القوى الأخرى أن يقدموا من جديد ما يبث الاطمئنان في قلوب الشعب، ولا بد من استشعار الجميع أنهم في سلة واحدة ضد الفساد وضد كل من يريد إفشال هذه الثورة التي أعطت للجميع دروسًا في الوحدة والحب دون أن ينظر أحد حينها إلى أي انتماءات ولا ديانات، وكان المسلم والمسيحي في الميدان يدًا واحدةً ولم يحدث حالة تحرش واحدة، فنريد الآن عودة هذه الروح وتفويت الفرصة على كل من يراهن على إفشال الثورة ببث الفرقة والخلاف بين الشعب إن لم يكن قتال ذات يوم واحراق الوطن ويكون الجميع مشاركًا فيه.

 فعلى الجميع إدراك أن التاريخ لن يرحم وسيسجل تلك التجاوزات، وحتى لا نصل إلى ما أشرت إليه آنفًا لابد من التركيز على أكثر من محور، المحور الأول: يجب إعادة أخلاق الثورة مرة أخرى وتوحد الميدان بدلًا من تصفية الحسابات، وبعدما نخرج من هذا النفق الضيق الذي إذا حُشرنا فيه سنموت جميعًا، ولا يُفرق حينها بين إسلامي أو ليبرالي أو علماني. فنحن نختلف كما نشاء في أحيان ونتفق في أحيان أخرى كثيرة وهذا شيء طبيعي جدًا بل وصحي، وإذا أرادنا تصفية حساباتنا فعلينا الجلوس سويًا لننهي الخلافات ونزيل الشوائب العالقة في نفوسنا التي معها تصفى النفوس، وبتلك الروح الطيبة ننهض بمصرنا الغالية، فلا بد الآن أن نتفق حتى لا يضيع دم الشهداء ولا تضيع فرحة شعب الذي تخلص من كابوس "مبارك" دام ثلاثون عامًا وفعل الأفاعيل في الناس وسرق ثرواتهم ومقدراتهم.

إن اختلافاتكم أيها القوى الوطنية ستأتي بفلول النظام السابق الذين لفظتموهم بالأمس القريب شئتم أم أبيتم، وعلى رأسهم رجل المخابرات الغامض ونائب الرئيس السابق "سليمان" الذي سينتقم من الجميع بوضعكم في بوتقة واحدة ويصهركم كما يُصهر الحديد، ولن يفرق حينها بينكم كما فرقتم أنتم بين أنفسكم الآن، فيجب على الإخوان المسلمين أن يقوموا ببث الطمأنينة في قلوب الجميع وإثبات عدم نية الإستئثار أو المغالبة وتغيير تلك النظرة السيئة لدى البعض بأن الجماعة كاذبون ومنافقون، لا بد من إظهار النية الحسنة بأخذ قرار شجاع بسحب المهندس "الشاطر" والدكتور"مرسي" وبيان أن السبب في التقدم بهم هو الضغط على المجلس العسكري والحكومة خاصةً بعد كثرة الأزمات المفتعلة، كذلك ضد التدخلات الخارجية التي تريد إفشال الثورة، وعندما استشعرنا زوال هذا الخطر سحبنا مرشحينا للإثبات للجميع أننا على المبدأ الذي تعهدنا به من قبل؛ وهو عدم المنافسة على موقع الرئيس، بهذا ستُرفع الجماعة فوق الأعناق وتفويت الفرصة على من استغل ذلك لفرض الفتنة التي ستقضي على الأخضر واليابس. المحور الثاني: أن تتحد القوى الإسلامية على مرشح واحد يكون مدعومًا من التيارات الإسلامية كلها وألا يكون من الإخوان، يكون من بين ثلاثة أشخاص الدكتور"عبد المنعم أبو الفتوح" أو مساعد الخارجية الأسبق "عبد الله الأشعل" أو الشيخ "حازم صلاح أبو إسماعيل" إذا كتب له البقاء في السباق؛ وهو صاحب شعبية كاسحة ورجل ذو خلق ووطني بدرجة عالية، ثالثًا: الإتحاد من أجل مصر على أن نعين بعضنا على ماتفقنا عليه ونعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه. المحور الثالث: أناشد أصحاب العقول النيرة والقلوب المخلصة أن يجمعوا جميع القوى وتدارك ما مضى بصلح تاريخي ننسى معه كل الخوف على المستقبل والرعب من دخول النفق المظلم، وإعادةً في نظر العالم تلك الصورة البيضاء للشعب المصري الذي كنا جميعا نفخر به وكنا نقول بكل فخر واعتزاز أرفع رأسك فوق أنت مصري، وأرى من بين هؤلاء المخلصين الشيخ "صفوت حجازي" وهو صاحب قبول لدى الجميع، أو الدكتور "وحيد عبد المجيد" أو المستشار "البشري" والمستشار "الخضيري"، وأرى في مصر مخلصين كُثر يستطيعوا أن يقوموا بذلك، وأقول لجماعة الإخوان عليكم بقرار شجاع تعود به شعبيتكم العارمة واعتبروا هذا إيثار على أنفسكم من أجل الوطن، المحور الرابع: أقول لجميع القوى الليبرالية والعلمانية والناصرية والاشتراكية والشيوعية أن يلفظوا كل خلاف من أجل الوطن أيضًا، أسعدونا جميعًا باتفاق يخرجنا من نفق الجدال الذي سيعود بنا إلى الخلف مئات السنين، لا بد من إدراك عِظم التحدي الذي يواجه الجميع، المحور الخامس: نقول للمجلس العسكري قد حملكم الشعب عبئًا كبيرًا وهي أمانة في رقابكم فأحسنوا التصرف بقرار شجاع وأبعدوا الفتنة عن ملعبكم وأرضكم، واعلموا أنكم إن أحسنتم أحسن الشعب اليكم وإن أسأتم فلا تلومون الشعب فيما يفعل عندما ينقمون عليكم ويوجهون سهام الليل لينتقم الله منكم في الدنيا قبل الآخرة، ياليتكم تُعجلوا بقرار شجاع وإعلان الحيادية حقًا خالية من الخُبث السياسي وأبعدوا "سليمان" ومن على شاكلته وقدموهم للمحاكمة بذلك تكونوا قد رحمتم مصر من الفتن.

ويبقى السؤال الشعبُ يريدُ قرارًا شجاعًا من الجميع، فهل يحدث ما يريد؟!

 حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!