هل الشعب المصري منافق ؟!



 الإعلام المصري والدولي  قد أشاد بالدور الذي قام به الجيش  المتمثل في "المؤسسة العسكرية" مع الثوار والتعامل الراقي والحضاري لهم ، ومدى انضباطه أثناء الثورة التي قام بها الشعب ضد أسوأ نظام حكم مر على مصر عبر تاريخها ، فالجيش كان يدير المرحلة الانتقالية المهمة  باحترافية بواسطة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي قام بتكوينه من أكفأ ضباطه كما يقولون ، وبهذه الطريقة تسعى مصر بخطى مستقرة إلى تحقيق هدفها وهو الاستقرار وهذا بكل تأكيد يزعج أُناساً كثيرين "أصحاب المصالح " فبدأت كثرة الإشاعات التي تُشاع من قِبل هؤلاء" أذناب النظام السابق" لزعزعة  هذا الاستقرار المنشود وفرض الفوضى على البلد  والتحسف على ما مضى، وأشيع أن المجلس العسكري  لديه رغبة عارمة  في الحكم والقفز على إرادة  الشعب بإطالته الفترة الإنتقالية مما أزعج الشعب بشدة ، فقام العسكر بطمأنة الناس  بوعود وضعها فوق عاتقه ومنها إحترام الشعب ومطالبه وتسليم السلطة  حسب الجدول المحدد ، وأن التحول الديمقراطي سيتم بشكل سلس وبطريقة تُناسب الشعب المصري العظيم الذي قام بأعظم ثورة في التاريخ ، وأن الجيش هو الحارس  الحقيقي على تنفيذ مطالب الثورة المشروعة لهذا الشعب الذي يعتبر أن المؤسسة العسكرية هي العمود الفقري للبلاد  ، وهو الضامن للديمقراطية والإستقرار الذي يسعى إليه الشعب  كما يبحث عن إجراءات تأكيدية للحفاظ على الوطن الغالي ومكتسبات الثورة ، وحقيقة كان للجيش مواقف إيجابية كثيرة منها بل أهمها على الإطلاق هو احترام أهداف الثورة ومبادئها ، فعاد عليهم حب الشعب بالهتاف المشهور " الجيش والشعب إيد واحدة " فرد الجيش باعترافه وإقراره  بعودته إلى ثكناته في موعد أقصاه نهاية يونيو 2012م وهذا حق الشعب المتعطش للحرية  في الاستقرا ر وأن تكون حكومته مدنية ، وقد أشاد بموقف الجيش القوى العالمية بالتزامه الحيادية  وكان هذا سببا في إنجاح الثورة  وجعلها سلمية بيضاء . أليس هذا كان حديث كل مصري في وقت من الأوقات ، وكانوا  يحملون الجنود فوق الأعناق ويقتسمون خبزهم سوياً أثناء وجودهم في الميدان وشوارع المدن والأحياء ، ثم  فجأة انقلب الشعب على الجيش  واتهموهم بالخيانة والقفز على السلطة وإجراء الصفقات المختلفة مع حزب الأغلبية ، وقالوا في حقهم شعارات مناهضة ومستهجنة مثل " يسقط يسقط حكم العسكر " ، هل الشعب منافق لتغير مبادئه وتغير موقفه مع العسكر ؟ لماذا كان بالأمس معهم واليوم ضدهم ؟ أليس هذا نفاقا كبيرا ؟ سيقول البعض لقد أحسسنا برغبة العسكر في التمسك بالسلطة ، ووجدنا كثرة المشاكل المفتعلة والتعامل الصعب مع المتظاهرين في ماسبيرو ومحمد محمود وغيرها ، ومداومة محاكمات المدنيين أمام المحاكم العسكرية ، وعدم وضع جدول زمني لتسليم الحكم ، وإصرارهم على وزارة الجنزوري الذي كان رئيس وزراء النظام السابق . وتعالوا نسلط الضوء على بعض الآراء  سواء من الأفراد أو الأحزاب السياسية  فنبدأ ببعض الأحزاب السياسية أمثال  حزب الوفد ، والوسط ، والتجمع ، والناصري ، والجبهة الديمقراطية ، والمصريين الأحرار، وكثير من الأحزاب الأخرى قد طالبت المجلس العسكري بمد الفترة الانتقالية لمدة 16 شهرا لاستقرار الأوضاع ، وفي يونيو من عام 2011م أرسل المكتب السياسي للمعارضة المصرية والمنظمات المدنية بالطلب نفسه وهو مد الفترة الانتقالية لتحقيق الأمن والاستقرار ، ثم خرجوا بمظاهرات في يناير 2012 مطالبين بتسليم المجلس العسكري للسلطة فوراً ، وطالبت جميع القوى بالرحيل الفوري للمجلس العسكري والعودة إلى ثكناته وعدم الالتزام بالجدول الزمني وصياغة دستور جديد للبلاد يحدد صلاحيات الرئيس القادم لضمان عدم تكرار الماضي بمجيء دكتاتور جديد ، هؤلاء الذين دعوا إلى انتخاب الرئيس أولاً هم  أنفسهم قد دعوا من قبل أن يكون وضع الدستور أولا ، أليس هذا تغيراً في الأاراء ويكون بالمفهوم العام " نفاق" . ثم نأتي لنرى رأي الأفراد ومواقفهم  على سبيل المثال لا الحصر ، قال"هيكل" إن العسكر يجدون المبرر لتأخير إجراء الانتخابات  ثم غير رأيه بعد ذلك وقال أطالب المجلس العسكري بسرعة تسليم السلطة ، وفي الوقت نفسه أيضا قد طلب "البرادعي "من المجلس العسكري مد الفترة الانتقالية  ثم عاد ببيان بعد ذلك  قال  فيه من يعارض تسليم السلطة فهو خائن للثورة ، وخرج "الغزالي حرب" فقال يجب على الجيش أن يظل لفترة أطول في السلطة ثم لعق قوله فقال أدعو الجيش لإنهاء المرحلة الانتقالية فوراً، ونادي  أيضا "احمد ماهر"منسق حركة 6 إبريل  بضرورة التفاوض مع المجلس العسكري لتمديد الفترة الانتقالية ثم جاء  بعد ذلك وقال سنعتصم بميدان التحير لحين تسليم السلطة ، وطلب أيضا "السيد البدوي" رئيس حزب الوفد من المجلس العسكري بمد فترته ثم أتى وقال إنني أطالب المجلس العسكري بتسليم السلطة فورا قبل وضع الدستور ، وقال "سعد الدين إبراهيم"  في  شهر مايو 2011م  على الجزيرة مباشر مصر "يجب أن نأخذ سنة أو ثلاث سنوات كمدة للمرحلة الانتقالية ، وقال هناك ما يكفي من الضمانات على أن تتم العملية بشكل مقبول ومعقول من الحرية والاستقلالية ، وأضاف أن من يستفيد من هذه المرحلة الإخوان فهم المهيأون الآن ، لذلك أنا أؤيد مدة الفترة الانتقالية على ألا تتجاوز ثلاث سنوات حتى تستطيع كل القوى أن تنظم نفسها وتعود لمصر الحياة السياسية الديمقراطية " ،  ثم هو نفسه يقول الآن " إن المجلس العسكري خائن للثورة والإخوان مشاركون معه عبر صفقة بينهما تأتي بإن يمد المجلس العسكري الفترة الانتقالية مقابل تولي الإخوان مجلس الشعب " وفي الوقت  نفسه ينادي بتسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب ، فهل هذا نفاق أم سياسة ؟ فإذا كان الجواب إنه نفاق فلماذا لم تسلط  عليه الأضواء في القنوات والبرامج المختلفة ؟ وإذا كان سياسة فلماذا قُبل مع هؤلاء سياسة واعتبر مع الإخوان كذب ونفاق ؟ وهل تراجع عمر سليمان عن قرار عدم ترشيحه رجولة وفداء ؟ أم كذبا ونفاقا ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟ حفظ الله مصر من كل سوء ، وولى عليها من يخافه فينا ويرعى مصالح العباد والبلاد !
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com





تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!