أيها العرب ارحمونا من تدخلاتكم !





ماذا يعني أن تتدخل أي دولة عربية في الضغط على مصر لتغيير مواقفها تجاه الفلول؟ ماذا يعني تخوف العرب من صعود الإسلاميين؟ أليسوا هؤلاء من بني جلدتنا ونحن كذلك، ما يخصهم يخصنا وما يُصيبهم يُصيبنا؟ لصالح من أيتها الأمة المتفرقة المتشرذمة المتخاذلة؟ ألا تعلمون أنكم ستقفون أمام الله وتُسئلون عن ذلك؟ ما معنى الدعم الغير مسبوق لعمر سليمان؟ هل الإسلاميين خصومًا لكم؛ لذلك دعمتم من قتل المصريين وما زال يقتلهم ويحرق مقدراتهم؟

 لقد سمعنا منذ الثورة من مصادر كثيرة بوقوف الدول العربية مع مبارك بكل قوة، ورأينا ذلك في حرصها على دعم عدم محاكمته، وعدم نقله إلى لومان طرة، لكننا حاولنا أن نُكذب مع أن الشواهد تزيد الشك في قلوبنا، وقلنا حينها أن العرب لا يفعلون ذلك فهم يدركون مدى الدمار النفسي والاقتصادي والعسكري الذي فعله مبارك بمصر، وحاربنا كل من يتعرض لأخوتنا العرب بهذا القول مخافة الفرقة. فنحن أمة واحدة على الخير والشر سويًا، لكن يتجلى الآن المشهد من جديد والوقوف بشدة في هذه الغزوة المصيرية ضد الإسلاميين ومنعهم من اعتلاء كرسي الحكم الذي سيكون وبالًا على مصر وأهلها بل على الأمة كلها. هل هذا يعقله عاقل؟ الله سيحاسبكم بوقوفكم مع الباطل ضد الحق، واعلموا إن كان لكم اليوم غلبة القول بسبب المال؛ حتمًا سيذول في الغد بزواله، كما لا بد أن تعلموا بأن الكراسي وأصحابها زائلون، وسيبقى الشعب والأرض التي تلعنكم لاستعداءكم على شعبها الشرفاء، ماذا يعني زيارة سليمان إلى دولة الإمارات قبل أسابيع، ولقاءه مع أحد المسؤولين الرفيعين كما ذكرت جريدة المصريون؟ وأن الإمارات أبدت قلقًا من تصاعد الإسلاميين؛ لذلك ترمي بثقلها خلف "عمر سليمان" في معركة الرئاسة والتكفل بالحملة الدعائية، مع العلم لمن يقول أن ترشح "عمر سليمان" جاء ردًا على ترشيح "خيرت الشاطر" فهذا الكذب والافتراء من منطلق تمييع الحقائق ولي عنقها أيضًا.

 إن حملة "سليمان" بدأت منذ أن تم حجز مساحات إعلانية بشوارع القاهرة ومتروكة بيضاء مكتفيين بكتابة كلمة الرئيس، وللعلم تكلفة هذه الإعلانات فقط 50 مليون جنيه كما ذكر أحد الخبراء، ولنا هنا سؤال هذا الرجل الشريف من أين له هذا المبلغ؟! هل هبط عليه من السماء؟! أم هبط عليه من الدول العربية؟! هذا سؤال ومن حقنا كمصريين إيضاح الأمر لنا حتى لا يختلط الحابل بالنابل ونبقى أمة واحدة وهذا هو المطلوب؛ لأن الاختبار الحقيقي لم يأتِ بعد وهو مقابلة العدو الحقيقي إسرائيل، للأسف قد أكدت مصادر دبلوماسية لجريدة المصريين أن دولتين خليجيتين تبذلان جهدًا كبيًرا لتصفية الأجواء بين المجلس العسكري و"سليمان" وتسوية الخلافات المشتعلة بينهما منذ سقوط نظام "مبارك"، وقد نجحت هذه الوساطة بشكل كبير من أجل التصدي للغزاة "المسلمين"، وقدموا لهم نصائح بالامتناع عن التصديق على التعديلات التي وافق عليها البرلمان لحرمان الفلول من خوض الإنتخابات الرئاسية وتأجيل البت فيه إلى ما بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، عدا عن الحرب النفسية الإعلامية الذكية. ماذا يعني الدعم اللامحدود من الجهات العربية والإقليمية له؛ مع العلم أن الذي أقر بهذا الدعم الدكتور" طارق فهمي " أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية؟! أيها العرب إن التاريخ لا يرحم والشعب المصري لا ولن يغفر لكم ذلك إن تم، فادرءوا بأنفسكم عن مواطن الفتن ولا تمحوا حبكم من قلوبنا.

 إن هذه الفرقة من صالح الأعداء وحدهم، كفاكم تدخل في شؤوننا وارحمونا يرحمكم الله، فماذا يعني وقوفكم بجوار هذا الرجل الذي حرق مصر وظلم أهلها وما زال  يدمرها ويحرقها كما حدث بالأمس حرق السويس والبقية آتية لا محال من سلاسل دروس التأديب للثورة والثوار؟ إن ما حدث وما يحدث سنضعه في رقابكم أيها العرب وسنحاسبكم عليه ذات يوم، حسبنا الله النصير الحق العدل الذي لا يُهزم من معه، حفظ الله مصر من كل سوء وهدى الله العالم العربي إلى الصواب والرشد ورجاحة العقل وهو على ذلك قدير.



محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!