هل تعود مصر الى المربع صفر ؟!





الشعب المصري لديه حصافة ودهاء يجعله يفرق بين النافع والضار ، ولا أشك أبدا أنا وغيري في ذلك ولا ينتابني أي ريبة في علمه التام  بما يحاك ضده وبالدور الذي كان يقوم به ويعلم ما كان يمارسه "عمر سليمان" أثناء ثورة 25 يناير ، وسعيه الحثيث لقتل الثوار وإنهاء ثورتهم بل إفشالها ووصفهم  بالعمالة لجهات خارجية هم والقوى الإسلامية ، هؤلاء الشرفاء الذين طالما وقفوا  بصدورهم عارية يتلقون الرصاص المطاط واضعين أرواحهم على أكفهم من أجل الوطن الغالي ومناهضة حكم  الفرعون الكبير " مبارك " ، وأُلقوا في المعتقلات طوال فترة إحكام قبضته عليهم بمساعدة هذا الرجل الذي يأتي الآن ويريد البعض من الشعب أن يُنبِتهُ لنا مرة أُخرى بعدما ارتوي من دماء المصريين الذي اعتاد عليه ، هذا الرجل الذي تم تعيينه من قِبل الرئيس المخلوع نائباً له في اليوم الخامس عشر من انطلاق الثورة ، الذي قابل الثوار هذا التعيين بالاستهجان والرفض رافعين هتافا " لا مبارك ولا سليمان الاثنين عملاء الإسرائيليين والأمريكان " ، وبعد هذا كله يأتي هؤلاء الفلول ويدعون أن الشعب هو الذي طلب من " سليمان " الترشح  للرئاسة لتخليصهم كما يزعمون من الإخوان ، ووثقوا هذا بخبر في صحيفة الشرق الاوسط في عددها رقم 12184 بتاريخ 7 ابريل 2012م  وفيه أن امرأة منقبة ترفع ملصقاً مكتوب عليه" انزل .. انزل .. ما تسبناش للأخوان " مبينا أن هذا أنموزج من المسلمات وهي رسالة خبيثة من رجل المخابرات ورجاله كما تعودنا، وبعدما أصر " أنصاره ومحبوه من الشعب المصري " على ترشحه للرئاسة نزل إلى رغبتهم مضحياً بنفسه وماله وأهله من أجلهم قائلا " إن النداء الذي وجهتموه لي أمر، وأنا جندي لم أعص أمرًا طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من " الشعب المؤمن بوطنه " لا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء، وأشارك فى الترشح، رغم ما أوضحته لكم فى بياني السابق من معوقات وصعوبات، وإن نداءكم لي وتوسمكم فى قدرتي هو تكليف وتشريف ووسام على صدري، وأعدكم أن أغير موقفي ، مع وعد مني أن أبذل كل ما أستطيع من جهد، معتمدًا على الله وعلى دعمكم لننجز التغيير المنشود واستكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصري فى الأمن والاستقرار والرخاء" ، وهنا لي سؤال أليس هذا كذباً ورجوعاً عن رأيه بعدما أكد على عدم ترشحه خلال حوار مع الاعلامية الامريكية " كريستيان أمانبور" ؟ هل سيقبل الشعب المصري ترشح سليمان ؟ هل يُعقل هذا من شعب لا يخلو بيت من بيوته من شهيد أو جريح أو معاق بسبب طلقة ذخيرة استقرت في جسده ، أو بصير فقد عينيه  بيد هذا الرجل والنظام السابق كله ؟  هل نسي الشعب هذا كله ؟ هل من الممكن وفجأة أن تتغير صفة القاتل إلى ملاك ؟ إنني أعتقد أن الشعب يعي تماما هذه الترهات ، ويعلم أيضا أن الإعلام كان له دور كبير في اللعب بعقول الناس هذا الإعلام الذي نظن أن من كان يديره هذا الرجل من خلف الكواليس  وما أراد بذلك إلا أن يتسلل إليهم  وإلى قلوبهم الملل من الثورة ومن مجلس الشعب واللجنة التأسيسية وسيطرة الإسلاميين عليها ، الذين سيجعلون البلاد متخلفة لا فيها عري ولا خمرة ولا بكيني على الشواطيء ولا رشاوى ولا أمن دولة ولا باشا ولا سعادتك ، سيجعلون الغفير مثل الوزير والكبير مثل الصغير ، سيجعلون الفقير يركب سيارة وعندها لا تعرف الغني من الفقير ! ، والمساجد تمتليء من جديد ! وتفرخ إرهابيين يزعزعون استقرار اسرائيل والأم الحنون امريكا !، والشاطر يكون رئيس الجمهورية ! وبهذا يتحكم الاخوان في الشعب ! وكل قرار يخرج لا بد من موافقة المرشد العام !، وتُفتح الحدود بين مصر وغزة ! وينتهي الحصار الغاشم على الفلسطينيين !، أو أن يكون حازم صلاح أبو اسماعيل  رئيسا وعندها يقدم فعليا كل من خان مصر وكان سببا في دمارها إلى العدالة الحقيقة وليس المحكمة الشكلية التي كانت في عهد المخلوع ، وبهذا لن تثق بنا أمريكا ولن ترسل لنا أحد نقوم بتعذيبه لاستجوابه مثل الذين أرسلتهم من أفغانستان إلى مصر  لأنهم ينتمون لتنظيم القاعدة ، وأيضا لن توسطنا اسرائيل بينهم وبين الفلسطينيين !. ياسليمان ستتحد جميع القوى السياسية بكل انتماءاتها وتياراتها للوقوف ضد وصولك إلى كرسي الرئاسة وسيقف الشعب وهم إيد واحدة ولن يعودوا إلى المربع صفر إن لم يكن المربع سالب واحد ، فهم يدركون أنك ما تزال تُدير وتقود فلول الحزب المنحل لإشاعة الفوضى حتى لا تتم محاكمة الرئيس السابق الذي ما زلت تقف معه وتسانده ، وسيفعلون المستحيل حتى لا تفشل ثورتهم كما فشلت الثورات المصرية من قبل مثل ثورة عرابي وثورة سعد زغلول 1919م ، وثورة 1952 التي سرقها الجيش حينها وأفرز لنا ضباطاً أمثال عبد الحكيم عامر وشمس بدران وصلاح نصر وغيرهم فنشروا الفاحشة وعاثوا في الأرض فسادا ، وكان شاهداً على هذا الفساد كثيرٌ من الشعب بل منهم نساء أمثال "زينب الغزالي" و " اعتماد خورشيد " وقد قدموا هذه الشهادات عبر كتب صدرت لهم ، فهل سيترك الشعب تُسرق ثورته  وثروته تُنهب منه ويقف مكتوفا ؟ أم سيقف وقفة رجل واحد لإنجاحها ؟ هل سنعود إلى المربع صفر ؟ أم سنعود كما هذذ المجلس العسكري بالعودة إلى المربع رقم (1) وعندها سيُسحق الشعب تحت أقدام الظلمة العائدين من بين طيات الثورة الفاشلة ومن بين جدران السجون الكاذبة ، حينها سيكون الكل مسئولا أمام الله وسيكتب التاريخ بلون قاتم يغلب عليه السواد عما قدمه كل خائن للشعب المسكين ، حسبنا الله أنت وكيلنا يارب لإنجاح ثورتنا وتخليصنا من جذور الفساد التي يبدو أنه كان يرويها أُناس من بيننا ، حفظ الله  مصر وأهلها من كل سوء ووقاها من الرجوع إلى أي مربع تم انتشالها منه !

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com








تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!