الاعتذار قوه وليس ضعف..؟؟

أحيانا نرى أننا على حق ويجب أن نحصل على هذا الحق بأي طريقة حتى لو أحرجنا الآخرين، ولا يعنينا عندها الأثر النفسي الذي يقع فيه الشخص الذي أخطأ بحقنا، ويبدأ يعلو صوتنا بصيحات غوغائية مضطربة تزيد وتنقص حدتها بكل تأكيد كردة فعل على من نعتبر أنه مخطئ، المخطئ الذي لم نُكلف أنفسنا بسؤال ما الذي دفعه على ذلك ؟.
 لا بد من المعرفة أن هذه الحياة منتهية لا محالة وبكل تأكيد أن الدائرة تدور علينا ذات يوم ونكون نحن المخطئين، حينها لا نعلم ولا ندري أي مطر يمطر علينا أهو ماء ذلال أم حجارة تكسر رؤوسنا، فالحياة لا شك بها فرح وحزن، حب وكره، رضى وغضب، لا بد لنا أن نعي ما يدور حولنا وما يدور بنا في يوم من الايام ولا بد أن نعلم حقيقة تداول الأيام، فمن السوء أن نتجاهل مشاعر الآخرين حتى ولو كنا على الحق، ومن المشاعر الطيبة أن نعذر بعضنا البعض وليس من الشهامة أبدا أن نتعدى على حقوق الآخرين وندوس على كرامتهم ونحن نعلم كل العلم أنها هي أغلى ما يملكه الإنسان.
ويجب ألا نفترض أن الآخرين لا بد أن يتحملوا ما يصدر منا، مهما كانت الأسباب التي تجعلنا نغضب ويعلو الصوت معها، لا مبرر على الاطلاق أن نجرح مشاعر الآخرين، وللأسف قد يكون مناً منا تقديم الاعتذار، بل ونقدم أعذارنا ومبرراتنا لحالة الغضب التي مررنا بها ولا نقدم الاعتذار حقيقة وكأنه ينقص من شخصينا وهذا جهل رهيب، فالمسلم لا بد أن يجرد نفسه من المكابرة والتعالي والغرور بهزيمة نفسة بتقديم الاعتذار فيمن أخطأ به، إن هذا بكل تأكيد علو بالنفس وليس الدنو بها. 
أنني كتبت هذا بعدما صدر مني فعلة مشينة وغضبت عندما أُخلف معي موعد في أحد المراكز الطبية، نعم أنني كنت أملك كل الحق في غضبي وأنا مقتنع بما فعلته، لكنني نظرت الى الموقف من جهة واحدة وهي من جهتي أنا وما يخصني فقط ولم أنظر وأسأل نفسي ما الذي جعل الطرف الآخر يفعل ذلك؟ هل هو نسيان وسهوٌ؟ أم جهلٌ بالمكان وحداثته بما فيه؟ أم أمرٌ قد كدر حياته في التو لذلك جعلني أنتظر أكثر مما أتصور؟ واختصاراً بعدما أسعفني الطبيب وارتحت من ألم الاسنان عنفت نفسي واعترفت أنني فعلت خطأ ولا بد أن أعتذر عليه، وقد اعتذرت وها أنا أعتذر بمكتوب سيظل بمدونتي إلى نهاية الحياة.
وهنا لي سؤال هل يُقبل اعتذاري أم لا؟
 هذا طبعا يعود لطيبة قلب الطرف الآخر ولن أجبره على قبول اعتذاري فإن قبله فله الشكر، وإن لم يقبله فله الشكر أيضاً.
 أعترف لك إن كان يكفي الاعتراف
واعتذر لك إن كان يكفيك العذر
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com





تعليقات

  1. أبو الطيب الحلبي23 أبريل 2012 في 3:32 ص

    أخي وأستاذي محمد حفظك الله:
    جزاك الله خيراً على هذا المقال الذي يحثنا تذكر الاعتذار فالاعتذار وقبوله من سمات الصالحين ...
    فكل ابن آدم خطاء لذلك ليس من معصوم إلا الحبيب صلى الله عليه وسلم ومن الكبر أن يخطئ الإنسان في حق أخيه ولايعتذر منه, وكثيرة هي المواقف التي تحتاج إلى اعتذار، فوالله لقد كثرت الأعباء في حياتنا وجعلتنا نكون شديدي الغضب والانفعال وما أسوء ردات الفعل في حالات الغضب والعياذ بالله، نسأل الله أن يزرقنا الحلم وحسن الخلق.
    قال لي والدي رحمه الله في الاعتذار:
    إذا اعتذر الجاني محا ذنبه !
    وكان الذي لايقبل العذر جانيا !
    الاعتذار:
    يمحو الذنب
    يُصفي القلوب
    يكسب التواضع
    يقي من الهلاك

    أختم تعليقي هذا بماذكر لنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم:
    روى الطبراني عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عفوا تعف نسائكم , وبروا آبائكم تبركم أبناؤكم , ومن اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل عذره لم يرد على الحوض )).

    وصلى الله على سيد الأخلاق ومعلم البشرية حبيبي محمد عليه اتلصلاة والسلام.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!