انتحار اعلامية

لقد انتحرت الأستاذة منى الشاذلي  عند شريحة كبيرة من الناس أو على الأقل بالنسبة لي أنا شخصيا ، عندما أجرت المناظرة المحبوكة بدقة متناهية ،بعدما استمعت إلى محاضرة الأستاذ صبحي صالح والتي أقامها على الملأ بالعباسية وليس بالسراديب أو تحت الأرض ، إنما كانت معلنة وأمام الناس جميعا ، وفيها استعرض حقبة من التاريخ المهم من عام 1924 حتى 2011 وبعض الأخطاء الذي يراها هو على بعض المفكرين والعلماء والأمراء حينها، فأعتقد بأنه قد تم اجتماع بين الدكتور منتصر والأستاذة منى  واستمعوا  للمحاضرة جيدا وقاموا بتفنيطها وتحليلها بطريقتهم الجميلة ،ودبروا وفندوا وخططوا ورسموا سيناريو للمعركة و تسلحوا بأحدث أنواع السلاح ،بعد أن حصنوا أنفسهم بالدروع الواقية  من الرصاص المضاد إذا وجد أصلا ، مع أن الأمر لا يحتاج لهذا كله فرأي الأستاذ صبحي ليس ملزما على الإطلاق للعامة إذا ما استساغوه  ويؤخذ منه ويرد حيث اقر بأنه حديث عادي وليس تصريحا كما ادعى الدكتور منتصر،  ومع ذلك تم اقتطاف بعض الجمل من محاضرته  ويا ليت التعليق تم عليها بموضوعية وبطريقة مهنية من الدكتور خالد منتصر زميل معد البرنامج كما  قالت هي بنفسها في أول البرنامج إنما بهجوم لم يسبق له مثيل بصواريخ ارض ارض مكتوب عليها صنع علماني ليبرالي ، حينها بدأ الشك يتسرب إلى نفسي بأن هناك مؤامرة على الرجل وحملة تشويه ممنهجة ومدروسة بعناية فائقة بتصيد الأخطاء والتركيز عليها بعد تحريفها من مجراها الصحيح ،فجلست لأسمع وأرى إلى النهاية ما الذي سيفضي إليه هذه المناظرة كما أسموها ،وبدأت أرى الابتسامات الساخرة والكلمات المبطنة بالقنابل الموقوتة شديدة الانفجار، شأنه شأن كثير من البرامج الحوارية باصطناع المشاكل وعمل الكماشات للإسلاميين فيها ، وهنا أعيب على بعض الإسلاميين على وضع أنفسهم في عش الدبابير دون أي جاهزية لذلك ، فما جرى في هذه الحلقة من افتراء وكذب على صبحي صالح علنيا ومجاهرة دون استحياء ،ما هو إلا أكبر دليل على تبييت نية الإقصاء السياسي للإسلاميين واتهامهم بأنهم هم أصحاب نظرية الإقصاء، و بالمثل البلدي القاتل يقتل القتيل ويمشي في جنازته ،وأعتقد بأن السبب في اختيار صبحي صالح بالذات لهذا التشويه انه اختير عضوا في لجنة تشكيل التعديلات الدستورية ،إذا لابد من نصب الشباك له واصطياده لاغتياله معنويا وسياسيا، وبطبيعة الحال هذه ضريبة النجاح ، فلا نرى فاشلا  قد اغتيل أبدا ولا صفرا على يسار الرقم أزيل ،فاجتزاء مقاطع  بهذه الطريقة من حديث الرجل وبتر سيقانه  كي يزحف على ركبتيه أكبر دليل على شلله نهائيا وعدم قدرته على إكمال المسيرة التي هو أهل لها ،وهذا من عدم الأمانة في العمل الإعلامي ،ولا نفهم من ذلك إلا  تشويه صورته أمام محبيه ، وبدء الدكتور خالد منتصر بسيل الاتهامات لصبحي صالح بأنه وصف 77 مليونا من قوم لوط معارضين للإخوان  طبعا يقصد الوقيعة بينه وبين شعب مصر الحر ،وهذا عار من الصحة فقد سمعت هذا المقطع أكثر من مرة وفيه قال السيد صبحي عيرونا في تنظيمنا ،عيرونا في طهارة قلوبنا إلى  آخره حتى أن قال على نظرية قوم لوط ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) ، فكيف رأى هنا الدكتور خالد أنه قال على الشعب المصري إنهم قوم لوط أليس هذا افتراء على الرجل، وكما قال بأنهم يدعون هم حراس العقيدة ،وفي المقطع قال صبحي صالح نحن أبناء هذا الوطن وحراسه ولا نسمح لأحد أن يشطب الإخوان من الخريطة السياسية وهذا حق من حقوقه،ولم يقل نحن حراس العقيدة، كما أزعجني الدكتور خالد عندما قال بأن إيه دخل الله في السياسة ،وإن مثلث الله، الدين ،الوطن ،مرفوض رفضا تاما ، فقد كشف عن علمانيته وليبراليته بهذا الطرح المشين ،وقد افترى على /السيد صالح بأنه كفر العلمانيين ولم يضف واو العطف، بقوله العلمانيون الملحدون وعندما سمعت المقطع وجدت واو العطف واضحة وضوح الشمس عندما قال كما يقول الآن العلمانيون والملحدون لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة،الم ترى معي أيها القارئ مدى التدليس والكذب ، لقد كثرت افتراءات الدكتور خالد على الأستاذ صبحي صالح لدرجة الثمالة ، وذكر الأستاذ صالح بأن عام 25 أصدر على عبد الرازق وكان عالما أزهريا ورئيس محكمة استئناف المنصورة أ صدر كتابا بعنوان ( الإسلام وأصول الحكم) الإسلام دين و ليس له دولة كما يقول العلمانيون والملحدون لا دخل للدين في السياسة ولا السياسة في الدين  انها نظرية قديمة ، ، وهنا لم نجد أي تكفير للرجل ،وباقي الجملة التي اعترض عليها الدكتور خالد عند مقولة صبحي ( رحم الله الإسلام لو لم يكن حسن البنا ) علق قائلا " أنا اشعر بإهانة للإسلام حين أسمع هذه الجملة ،الإسلام أكبر مني ومن الأستاذ صبحي صالح ومن حسن البنا ، لا يمكن أن يكون محمد عبده وشلتوت وكل هؤلاء أصفار ويكون حسن البنا هو الرقم الوحيد في التجديد" وبالطبع لم يقصد هذا إطلاقا إنما قال كما في المقطع" فعندما سقطت الخلافة في 1925 قام على عبد الرازق يؤسس و ينظر بضياع الخلافة وتشتيت الامة،فلابد هنا من وجود حسن البنا "وفي عام 1926 صدر طه حسين كتاب الشعر الجاهلي و"مستقبل الثقافة العربية" يشكك في النص القرآني والقصص القرآني ؛ يعني حملة على القرآن ؛حملة على الشريعة؛ حملة على الخلافة؛ هذا كلام رواد الأمة  أمثال الدكتور طه حسين والأستاذ على عبد الرازق والأستاذ احمد لطفي السيد والأستاذ سلامة موسى والأستاذ جورج زيدان وهنا أيضا لم نجد كلمة تكفير ، وأجد اصفرار وجه المذيعة وزميلها غاضبين من حديث صالح عن زواج الإخواني بالإخوانية وهذا كما يريا انتقاص من الفتيات الأخريات وهذا غير صحيح على الإطلاق ، فقد قال صالح كما أوضح المقطع ، حين انتهى من الفرد في الجماعة من خلال الخصال العشر التي ذكرها حسن البنا بأن المسلم لا بد أن يكون متين الخلق قوي الجسم مثقف الفكر سليم العقيدة صحيح العبادة مجاهد لنفسه قادر على الكسب منظم في شؤونه نافع لغيره محافظ على أخته ، فالدكتور خالد لو تثقف قليلا لوجد ذلك موجود في عائلات كثيرة في مصر لا يزوجون خارج العائلة ولا يتزوجن من خارجها،كما لا يتزوج العلماني إلا بالعلمانية ،فهذا ليس إنقاص من الآخر ولكن هذه العادة الجارية ولابد من احترامها ، أم الوضع يختلف إذا كان في وسط الإخوان،وإني لا أعتب على مذيعة البرنامج وزميلها بقدر أني عاتب  وغاضب من السيد صالح الذي لم ينسحب عندما اتهمته منى الشاذلي  بالكذب والحلف الباطل ، فكان من الطبيعي أن يترك الحلقة وينصرف ،ولكن لم يفعلها لا أدري لماذا ،مما جعلني أجلس وكأني فوق شعلة من نار تأكل في جسدي ، لأني وببساطة لن أرتضي  هذا الموقف على نفسي ولا لأي إنسان أبدا  هذا الافتراء ثم التكذيب ثم الاتهام بالحلف الباطل ، وأقول للدكتور خالد منتصر بان الإخوان ليسوا متمتعين بالفاشية الإقصائية بل لديهم القدرة على  احتواء الجميع بما فيهم العلمانيون والليبراليين ، ولم يثبت ذلك عبر عقود عدة  حسب متابعتي وقراءاتي، وكما قال السيد صالح بأنه لا توجد دولة دينية في السياسة ولكن اسمها نظام الثيوقراطي وتعني الحكم بالحق الإلهي وهو نظام حكم وليس دولة ، أي لا يوجد معنى دولة دينية أبدا ، فما العيب في هذا أيها السادة الأفذاذ والرجل لن يعترف أصلا بالدولة الدينية وأن لا وجود لهذا المسمى عند الإسلاميين ، بالرغم من أن كثيرا من العلمانيين صدعوا دماغنا برغبة الإسلاميين أو مناداتهم بالدولة الدينية ، أما الفلاليط  فنحن في انتظار وعدك بتغيير عمودك خارج النص إلى فلوطة النص وتذكر بأنك قد أقسمت وأخذت وعدا على نفسك بذلك على الهواء ، واعلم بان المسلم الحق يفي بما وعد
 وأعتقد بأن الأستاذ صالح لا يكفر من يقول لا إله إلا الله
 ونصيحتي للإعلامية القديرة منى الشاذلي
كوني حيادية دائما وتذكري بأن هذه أمانة في رقبتك ستحاسبين عليها يوم القيامة ، وإلى الدكتور خالد منتصر
دقق فيما تقول فقد مسحت من أذهاننا ما استفدناه منك من قبل ،ولا تنصبوا لأحد في برنامجكم محاكم تفتيش ، كي لا تخرجوا بالصورة التي خرجتم بها والتي بطبيعة الحال لا نرتضيها لكم فما زلنا نحتفظ بالصورة الجيدة لكم في أذهاننا فنرجوكم ألا تشعلوا فيما تبقى منها  نيرانكم وكن موضوعيا منصفا فيما تطرح لا متصيدا للأخطاء إن وجدت أو مجتزئا للنص من أوساط الكلام .

محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!