أيادينا متشابكة ومصيرنا واحد

                 

لا شك لدي بل ولدى كثير من الناس أن ما يحدث في  مصر بلد الحنان والحب والعراقة والحضارة ما هو إلا بفعل فاعل  بالطبع لا يريد الإصلاح بل يريد الإفساد والفرقة والدمار بين الكيان المتماسك الواحد حماة هذا الوطن ،لكنهم لم يُفلحوا ولُفظوا بموج الثوار الشجعان الذين وضعوا أرواحهم على كفوفهم فداء لهدا الوطن الغالي ، و رأى العالم أجمع مدى اللحمة بين الناس في ميدان التحريد وجميع ربوع مصر، لا فرق بين مسيحي ومسلم ،كنا نرى يد المسيحي بيد المسلم دون التفات إلى طائفية ولا انحياز إلى ديانة ، كنا نرى حسن المعاملة للفتيات من الشباب دون تسجيل عملية تحرش واحدة كما كان مُروجاً عن هذا الشعب العظيم ،كنا نلاحظ رعاية الحقوق بينهم والوفاء وكأنهم نسيجً واحد ، واقتسام الطعام بينهم دون النظر إلى من يعطي من ، والإيثار الذي يتمتع به هؤلاء الناس الذين أعطوا العالم كله درسا في التلاحم والإخاء ،فهم معا من أجل ثوابتهم التي لا تغيير فيها ولا تحريف . لفظوا الاختلاف الذي يؤدى إلى الخصومة والتفرق وانقسام الأمة إلى شيع وأحزاب ، قضوا على أي تحيز لأي فصيل إلى رأيه والتعصب له دون علم ولا رحمة ولا حلم ،عرفوا بأنه لم يكتب للناس النجاح بالتقدم والرقي إن لم يتمتعوا بالأخلاق العالية الرفيعة والصفات الإنسانية الحميدة  وترك الفتن والبعد  والإعراض عنها ، وكما قال الشاعر حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه فالكل أعداء وخصوم  ، فمصر نهضت بأبنائها ونفضت تراب السنين العجاف التي مرت بها ، فما يحدث اليوم بين المسلمين والمسيحيين ما هو إلا بفعل فاعل يكره الحب والُلحمة بين هذا الشعب ، ويقضي على الاستقرار والأمن  من اجل مصالح لهم وبمساعدات خارجية . إن هؤلاء لا يروق لهم أن يروا أيدينا وهي متشابكة متصافحة بل يريدونها  متنافرة لإشاعة الحروب الأهلية والطائفية ، ولكنهم لم ولن يُفلحوا لوعي أهل مصر بكل أطيافه ودياناته ، وسيتبين أمرهم ويكشف الله  أمرهم كما كُشف الطغاة قبلهم ، فالشرق الأوسط بأسره يمر بأوقات عصيبة  وتحاك له مخططات عظيمة، وبداية المخطط العراق وستكون هي أولى البلاد المستهدفة وتليها مباشرة سوريا ثم السودان ومصر وإيران والسعودية ، ويأتي في قائمة آخر الدول المستهدفة الأردن والمغرب وموريتانيا وغيرها من الدول الإفريقية والأسيوية،وقد بدأ فعلا هذا باحتلال العراق ولكن بفضل الله ثم بفضل المقاومة تأخر هذا المخطط القذر،الذي كان يتوقف فيها بدء الاجتياح للدولة التي تليها بنجاحه في العراق , ورُأيتهم بأن التحرك في إفريقيا سيفشل ولم يكتب له النجاح أو السيطرة عليه فعليا إذا لم يتم خضوع الشرق الأوسط لمتطلبات الإستراتيجية العسكرية الأمريكية  كما ذُكر في  (كتاب 11 سبتمبر صناعة أمريكية )، ومصر كما أكدت وثيقة الأمن الأمريكي في عام 2002 هي نقطة انطلاقة جغرافية لا يمكن التقليل من أهميتها ، وأكدت تحاشي الاصطدام العسكري مع مصر ، ولا بد أن تبدأ بخطوات تدريجية تبدأ بالمحك السياسي الذي من دوره سيؤثر في الاقتصاد ، فالاقتصاد هو عمود بل أصل أي دولة قائمة ، وفقد العامل الاقتصادي هو فقد البنى التحتية والتعليم وعيشة الناس عيشة كريمة ، وقد قالها الرئيس محمد أنور السادات كلمته الشهيرةً (من لا يملك قوته لا يملك قراره) ، وإذا تمحصنا جيدا نجد تقريباً أن ما يحدث الآن في بلدنا الحبيبة  هو جزء من هذا المخطط القذر الذي سنتصدى له بوحدتنا و بأفكارنا وأرواحنا ، بعدما تصدينا وأزحنا النظام الموالي لهم ، وان شاء الله لن يسمح أولاد هذا الوطن بتدخلات خارجية أبدا ، ولو عدنا إلى الوراء قليلا نجد أن للموساد الإسرائيلي له دور كبير في زعزعة الاستقرار في مصر لتحقيق أهدافهم واستقرارهم المزعوم ، واعتقادهم بأن الدول العربية تريد الانتقام لكرامتها المهدورة في حرب 1948 بمعاونة الاتحاد السوفيتي ، فبدأت تضع خططها لضرب بعض المراكز الثقافية والاقتصادية والمؤسسات العامة في مصر ، وضرب بعض المؤسسات الثقافية والدبلوماسية الأمريكية والبريطانية لتوتر العلاقة المصرية بهذه الدول ، ومن جانبه إلصاق الإرهاب إلى الإسلاميين في مصر لقيامهم بهذه الأعمال التخريبية ضد مصالح أمريكا وبريطانيا في مصر ، وأيضا عندما بدأ  أعضاء التنظيم السري اليهودي في 2 يوليو 1954 بتفجير ثلاثة صناديق بريد بالإسكندرية  وقد فشل لهم مخطط تفجير سينما مترو جولدن مايرو وريو في الإسكندرية أيضا عندما اشتعل أحد المتفجرات في جيب العميل المكلف  بعملية التفجير وتم إنقاذه من قبل المارة وإسعافه من آثار الحريق وبتفتيشه وجد معه قنبلة أخرى  عليها اسم ( مارون أياك ) صاحب محل نظارات فتم اعتقاله وتبين انه يهودي الجنسية واسمه ( فيليب ناتاسون) وعمره 21 عاما وجنسيته غير معروفة وأعترف بأنه عضو في منظمة إرهابية هي المسئولة عن التفجيرات ، وعلى أثر تلك الفضيحة تم عزل موردخاي بن تسور واستقالة نحاس لافون وزير الدفاع وأيضا تم عزل بنيامين جيلبي مسئول شعبة المخابرات العسكرية للضحك على أمريكا وبريطانية آنذاك وتهدئة الأوضاع ، والعجيب ان تلك الدولتان توسطتا لدى مصر للإفراج عن الشبكة وأرسل الرئيس الأمريكي آنذاك برسالة شخصية إلى عبد الناصر ،التي قوبلت بالرفض وتم تنفيذ الأحكام بهم ، وأيضا قيامهم بضرب البارجة الأمريكية أيضا  لوقوع مصر مع أمريكا وعندما كُشف أمرهم تم الاعتذار وقبلت أمريكا  به مع أنها كانت مدبرة  لوقف ومنع إيصال هذه البارجة المعلومات التي كانت ترسلها إلى الحكومة الأمريكية ، وسرعان ما أصدرت  إسرائيل  بيانا بأنها  التبس عليها الأمر واعتقدتها سفينة مصرية فتم ضربها ، هذا برغم وجود العلم الأمريكي  مرفوعا عليها ،و قد أكد حينها ( دين رسك  ) وزير خارجية أمريكا أن هذا ليس مجرد حادث وقع بالخطأ بل كان مدبرا وتم تنفيذه عن عمد ، ومع ذلك تقبل الإدارة الأمريكية الأمر وغضت البصر عنة ، ولو صار من مصر هذا الشيء لكان الأمر مختلف نهائيا ، فان هذه الأشياء كلها وغيرها كثير تبين لنا أن ما يحدث ما هو إلا بفعل فاعل ، وكما  اتضح للجميع ورأينا النظام السابق ما كان يفعله بهدم الكنائس وتخريبها وزرع الفتن أو خلق الفوضى لجني الدمار والتناحر بين الأهل ، ومحو المناظر الحضارية التي عايشناها ورآها العالم اجمع عبر القنوات الفضائية . فيا شعب مصر العظيم  مسيحياً كان أو مسلماً لا تنجرفوا وراء الأكاذيب التي من شأنها أن تؤدي إلى الفتن التي لا تُحمد عقباها ولا تعطوهم الفرصة لهذا، التفوا حول الحق معاً واحموه بأرواحكم  وحافظوا على القيم الجميلة التي تعلمها العالم منكم  ، والإخوة المسيحيون يعلمون جيداً من كان يحمي كنائسهم أيام الثورة وقبلها وبعدها  ،ويستحيل أن يضرهم ابن مصر الأصيل أبدا لانه ببساطة كل منا لديه أصدقاء مسيحيين وتوجد معاملات بيننا كثيرة ، وأيضا للإخوة المسيحيين أصدقاء مسلمون ، هيا جميعا ارفعوا المصحف مع الإنجيل الهلال مع الصليب ارفعوا شعار لا ولم ينجح الغريب أن يُفرق بيننا كلنا واحد كلنا مصريون ، نحن جميعا نتمتع بالأخلاق الطيبة فهي سجايانا وطبائعنا  وأخلاقنا ولم نتخلق بها وباطننا كظاهرنا نحن شعب مصر ، فنحن جميعا ننكر ما حدث وسننكره فعلى الإخوة المسيحيين التحلي بالصبر وسيظهر الله قريبا من وراء هذه الفتن ويحاكم بفعلته الشنعاء الخبيثة ، فيا مسلم ويا مسيحي لا تنسى ما  تعودنا  عليه وهو الحوار فيما بيننا وألا نستأثر حديثاً ولا ننفرد به فكلنا سواء ، واهمس في أُذن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يسرعوا في القضاء وتحجيم فلول النظام السابق قبل أن يأتي وقت لا ينفع فيه الندم ، ويحدث أكثر من ذلك ، لابد من الضرب بيد من حديد على كل من يثير الفتن والبغضاء بين الشعب الواحد والكيان الواحد مسلم ومسيحي نحن نحترم كل الأديان ( لكم دينكم ولي دين ) الكنيسة بجوار المسجد، وتعلمنا بأننا آلا نجادل إنما نطرح ما عندنا برفق ولين لأننا نخاطب القلوب قبل العقول والمشاعر مع الآذان ، وأعطانا الله الحكمة والفهم العميق والبصيرة النافذة وحسن معالجة الأمور والصواب في القول والعمل ، فلا فتن نحن يد واحدة ،عاشت مصر حرة بسواعد أبنائها المخلصين مسيحيين ومسلمين .

    محمد العيادي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!