لست لها يا سيادة اللواء



قتل وتخريب وتدمير وسب وقذف وتزوير، السمة السائدة لهذه الانتخابات فلا كبير أمام الرغبة لا أخ أو ابن عم ولا حتى أب، فلأنا ثم الأنا هي الأحق بكرسي المجلس ، فهل هو حبا ومجاهدة في خدمة الناس وتيسير ما هو عسير لهم وتسخير كل صعب للوصول إلى رغباتهم أو حتى جزء من رغباتهم ،لتقليل نسبة البطالة في دائرته،أو شوارعها المدمرة ، والمدارس التي احواشها تراب في تراب حتى أصابت الأطفال بالربو والحساسية ،لتنمية الأفراد فكريا بعمل دورات تأهيليه واصطلاحية وغيره من الأشياء التنموية ، أم هذا كله لمنصب وجاه وسلطة لإذلال الناس أكثر ما هم مذلولين ومضطهدين ،والتركيز على المصالح الخاصة لتعويض ما خسره في المعارك الانتخابية من دم الشعب المسكين والمغلوب على أمره ،الذي يتناوب عليه عضوا خلف أخر أو يظل عضوا معينا تحت القبة جالسا فوق رأسه ودون رغبة منه سنين وسنين إلى أن يأتي اجل الله ويذهب ويأتي من يخلفه كي يكمل مسيرة النهب والكسب الغير مبرر والثراء السريع، وأيضا الحب والتفاني لكنه ليس للناس ولكنه لنفسه وذاته
فما يجري وجرى شيء مؤسف ومخجل أمام العالم . لقد احتدم التنافس غير الشريف بين الأعضاء إلى أن تسبب في الشجار بين أنصار المرشحين لدرجة الوصول إلى ضرب النار بالأسلحة الخفيفة في الهواء ومنها في صدور الناس وكأننا في حرب شديدة الضراوة ، حتى فزع الجميع وملأ الرعب قلوب الناس فمن شدته هرول الشيبان والعجائز والأطفال الآمنين في الشوارع خوفا من القتل أو حتى الإصابة, شيء لا يصدقه احد ولا يتوقعه عقل . فما هذا التدني الأخلاقي بين الناس ولماذا ؟ اعتقد بأنه لا يستطيع احد أن يجيبني من العقلاء  أو حتى غير العقلاء. فلا حول ولا قوة إلا بالله. لقد عفت مجلس الشعب ومن يجلسون على كراسية ، فكيف أثق بهم وهم هكذا ، كيف أثق بتشريعاتهم وهم رسبوا باقتدار في الانتخابات  فلولا حسابات أخرى ما وصلوا إلى هذا الكرسي ،وما حدث في  دائرة مشتول السوق وحدها تبكي له العين ويندى له الجبين ، عدد كبير جدا من الجرحى بالشوارع وسيارات الإسعاف تحملهم إلى المستشفيات فمنهم في غيبوبة ومنهم من كسرت يداه وقدماه ومنهم من شجت رأسه، ومنهم من قتل حتى وصل عدد القتلى إلى (8 قتلى) دون ذنب اقترفوه إلا أنهم رافقوا من يحبون تركوا أولادهم لساعات على أن يعودوا حاملين مرشحهم فوق أعناقهم فرحا وابتهاجا بنجاحه والجلوس على الكرسي الدوار الذي لا يدوم لأحد ،ولكنهم عادوا محمولين فوق الأعناق حزنا لموتهم والفراق الأبدي ، وأولادهم الذين ما زالوا في انتظارهم ، لا يعرفون شيء عن هذه اللعبة القذرة التي أودت بحياتهم وحرمانهم من آبائهم ، فمن يعول هؤلاء المساكين الذين فقدوا آباءهم . ويا ليته كان بمقابل يرضيهم مع أن الدنيا كلها لا تغني ولا تعوض نظرة حنان من الأب إلى ابنه ولا عن حضن حنون عندما يرتمي بين يديه ولا شيء يعوض الأمان الذي افتقده . وحرمانه من أحسن كلمة يقولها الابن عندما يحس بأنه قد أتى وببراءة الطفولة يصيح وهو يقول بابا جاء بابا جاء يا ماما بابا رجع بالسلامة، بسرعة يا ماما افتحي له الباب . من يعوض هذا الطفل من هذه اللحظة الجميلة الذي مازال يذهب ويأتي إلى الباب في انتظار والده قائلا( يا ماما لماذا تأخر بابا هو مش هيجي ولا أيه) . حتى جاءت لحظة الحسم لمعرفة المصير الأسود الذي لا يرضونه ولن ينسوا كلمة انتخابات الذين لا يعونها الآن ولكن ستظل لعنة في عقولهم ،دق بابهم فخرجوا مسرعين إلى الباب للقاء حبيبهم وعند فتح الباب وجدوا الأب محمولا على الأعناق وهو بدمائه ، ويصرخ احدهم( بابا يا بابا ) لقد مات بابا ،فالحزن قد ساد المنزل و ساد أرجاء البلدة التي يقطنها ، ولكن حزن الناس سيزول بعد يوم أو يومين ولكن  حزن الأولاد سيبقى إلى الأبد مع أطفال قد خسروه وحكم عليهم باليتم، فمن يعوض هؤلاء من سؤال أبيهم عنهم بالمدرسة من يعوض هؤلاء من بحر الحب الذي يبحرون فيه ويمرحون ويلعبون من يعوضهم بعد جفافه وهجر الناس له. لقد أصبحوا أيتام يمد لهم يد العون من هذا وذاك فملابس العيد بعدما كانت تأتيهم من حبيبهم وقرة أعينهم الآن تأتيهم من الجمعيات الخيرية مليئة بالشفقة والإحسان . من يعوضهم عن اللحظة التي ينام  حينها على رجليه وكأنه امتلك الدنيا بما فيها فينام ملء جفنيه ولا يأبى بشيء، فلما لا وهو الذي يحميه بعد الله هو الذي يخاف علية من نسمة الهواء الباردة  فهو غطاءً له منها ويخاف عليه من ضربة شمس حارقه فهو ظل له من حرارتها . فحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن شغلته الدنيا وكانوا سببا في تعاسة هؤلاء الأطفال ويتمهم وتشردهم وتسجيل أسماءهم لدى جمعيات الأيتام . فيا سيادة اللواء لست أهلا لذلك وأنا أعرفك جيدا فأنت الرجل الخلوق المحبوب من الناس أجمعين مالك ومال هذا المعترك فأنت لست لها ولا أهلا لذلك الصراعات المنتنة على مناصب لا محالة ذاءلة وقد تمتعت بالمناصب والتنقل بين الرتب إلى أن وصلت إلى لواء فماذا بعد ذلك إلى التقاعد فهذه سنة الحياة لا يبقى إلا وجه الله ولن يأتي أحدا مثل ذو القرنين الذي ملك الأرض مشرقا ومغربا وشمالا وجنوبا وماذا بعد  قد مات ،  و ظلم فرعون لنفسه بتعاليه على الله بقوله أنا ربكم الأعلى وقوله لهامان ابني لي صرحا لاطلع إلى الاه موسى واني أظنه كاذبا ،وبعد تجبره وتكبره على الله  أنجاه ببدنه حتى يكون عبرة للعالمين . فابتعد أيها المحبوب  يا سيادة اللواء واتركها لمن يحبها فإنها منتنة، فاني مشفق عليك واعرف جيدا بأنك لم تنم ملء عينيك كلما مر أمامك هذا الشريط المؤلم  .وعندما ترى طفل من هؤلاء الأطفال مكسور الخاطر عندما لا يجد من يمسح دمعه حين يبكي ،ولا يجد ابتسامة تنسيه هموم الدنيا عندما ينحني ظهره من ثقلها ،فلكم الله يا من فقدتم آبائكم ،رعاكم الله ودمتم بكنفه خلفا لوالدكم ،

محمد العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!