لماذا يسقط الإسلام السياسي ؟


ما نراه من النخب السياسية المحسوبة على المعارضة شيء يندي له الجبين فليست هذه معارضة وليست سياسه ، إنها للأسف سباق غير محمود على السلطة وعدم قبول الآخر الذي يترصدون له كل صغيرة وكبيرة ويتم التأويل الفج الفاضح له بمفهوم خاطئ أيضا يخدم مصلحة المعارض لا مصلحة الوطن، إن العمل الحق هو التضحية الحقة وإنكار الذات شيء أصيل فيه ، قد رأيت معارضة الرئيس مرسي ليس من بعد استلامه عمله بالقسم ، لكن كانت المعارضة منذ دفعه خلفا لمرشح الإخوان "خيرت الشاطر" ومنذ هذا اليوم وهم يتهمونه بأفظع التهم حتى وصل ذلك إلى عرضه هو شخصياً وهذا شيء مؤسف من مجتمع شرقي أصيل فضلا عن ذلك مجتمع مسلم، وجدت منذ ذلك الحين اصطفاف الإعلاميين ضد الرئيس وجماعته مستخدمين عبارات في غاية الظلم السياسي والعقوق الأخلاقي تحت مسمى الحرية ، إن هذه ليست حرية ولا أخلاق مهنة ، هذا ابتذال سياسي لمصالح شخصية بحتة لمساعدة الدولة العميقة كي تعود ويعود معه الماضي الجميل بالنسبة لهم ، كنت أتمنى منهم جميعا أن ينتقضوا لكن دون تبييت النية لذلك ومن ينتقد مفترض أن يقدم حلول ، أما هكذا فهذا جهل بالمعارضة ، إن كل خطاب للرئيس يتم معارضته بعد تفسيرا  خاطئ له والذي يتم على النوايا وليس بأسلوب علمي دقيق الغرض منه تشويه معالمه وخروجه من مضمونه ، وهذا يتم أيضا بجمع المهللين عبر الإعلام المرئي والمسموع والمقروء لعمل جبهة صد للمعنى الصحيح لحديث الرئيس حتى لا يصل إلى مسامع الناس بالمعنى الذي يريده هو، ولو استعرضنا أداء الرئيس في فترة المائة يوم لوجدناه يجتهد بشدة في العمل من أجل الوطن ومحاولة إصلاح ما تم إفساده منذ ستة عقود مضت كانت مليئة بالفساد حتى تجذر في جميع أنحاء الوطن واقتلاعه ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض ، فمن وقت لآخر نجد الإعلان عن فاسد من عهد النظام السابق يظهر ويتم تقديمه للمحاكمة ، يبدو أن ذلك يقلق أناس عدة أن يأتي عليهم الدور وتُرد منهم أموال اقترفوها من دم الشعب المسكين الذي ظل وما ذال يعاني آثار الأمراض المستعصية التي حصدت أرواح الكثير والباقي ينتظر الموت ببطء شديد من أمراض فتاكة مثل الفشل الكلوي وأمراض الكبد الوبائي والسرطان ، إن الدولة لم تنهض إلا بالجميع دون استثناء يساري أو يميني فالكل لا بد أن يعمل من أجل الوطن ونترك الترهات خلال الفضائيات والفيس بوك وتويتر ونبذ الخلافات التافهة ولغة الإقصاء والتخوين التي عجت بها القاموس المصري هذه الأيام ، ونحافظ على رمز الدولة المتمثل في شخص الرئيس وندرك أن أي إساءة له  تكون إساءة لكل المصريين،  إن تطاولنا عليه بالتأكيد سيعطي الفرصة للآخرين في التطاول وهذا بالفعل قد حدث من المدعو "ضاحي خلفان" رئيس شرطة دبي وهذا فعلا ألمنا كثيرا ، إن الرجل لا يمتلك العصى السحرية للتغيير وفي هذه الفترة قد عاد الأمن بطريقة ترضي الجميع وهذا كان الجميع يتمناه ويقولون أهم شيء الأمن وعندما عاد تجاهلوا ذلك للتقليل من الجهد المبذول للوصول لهذا وعدد الأرواح التي راحت من رجال الأمن من اجل أن يعيش الجميع في أمن وأمان ،  إن الحرب الإعلامية والدفع بالمظاهرات والإضرابات الفئوية لإفشال الرئيس وإسقاطه والقضاء على مشروعه شيء مقيت وليس لصالح الوطن ، قد قولتم من قبل أن هؤلاء سيدمرون السياحة ويفرضون الحجاب ويكبتون الحريات ويهدمون التماثيل والآثار وسيعودون بنا إلى العصور الوسطى ومحاكم التفتيش ، ولم نرى شيء من هذا أبدا ولا أحسسناه ، إن هؤلاء الإسلاميين يريدون نهضة البلاد،  وما حدث في تركيا خير دليل على نجاح الإسلام السياسي سياسيا واقتصاديا وإداريا وتخطي عقبة الإغراق في الدين الداخلي والخارجي ، قد عمل "اردوغان" بصمت عشر سنوات برغم الضغط  المستمر من العلمانيين، أن ما تحقق من تنمية اقتصادية على يد "العدالة والتنمية" وقفز معدل دخل الفرد بين عامي 2003م و2008م، من 3300 دولار إلى 10000 دولار، أما الصادرات التركية فقد زادت من 30 مليار دولار إلى 130 مليار دولار في الفترة ذاتها بعد أن كان الوضع الاقتصادي التركي بائسًا، وكان الانهيار التجاري والمالي لتركيا معلومًا للجميع، واستطاع الحزب في سنواته القليلة التي قضاها في الحكم منذ 2004م وإلى الآن أن يقفز بالناتج المحلي الإجمالي خلال أربع سنوات ونصف من بداية حكمه من 181 مليار دولار ليصل إلى 400 مليار دولار. وعلى مستوى معدل النمو السنوي للدولة، فقد حققت تركيا نموًّا مستمرًّا بين 5 و8% في السنة لأكثر من خمس سنوات حتى الآن، لتأتي تركيا بعد بلجيكا والسويد مباشرةً في معدلات التنمية في القارة الأوروبية. ، مع كل هذه الإنجازات الكبيرة مازال الأداء لم يرضى العلمانيين، إن هذا المخطط نراه بالضبط كما هو في مصر مع "حزب الحرية والعدالة" فلم ولن يرضى العلمانيين ولا الليبراليين ولا الاشتراكيين ولا اليساريين عن أي تقدم طالما من الإسلام السياسي بل ويخشون تقدم مصر على أيديهم، من أجل ذلك توحدت الشعارات في تركيا يسقط "الإسلام السياسي" وهنا في مصر "يسقط الإسلام السياسي" و" يسقط حكم المرشد"، ولا ندري ما هي علاقة المرشد بإدارة الدولة، على كل حال ستظل المفارقات العجيبة إلى قيام الساعة ، حمى الله مصر وحفظها من كل سوء
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!