الحزم اليوم أفضل من الغد!


حقيقةً أن الأمر في مصر خطير وينذر بكارثة لا تبقي ولا تذر، وسيحرق الأخضر الذي سعدنا به ويُنهي الأمل في نفوسنا بعدما نبت من دماء وأرواح شهداء ثورة 25 يناير، التي لم نحاول ولم نفكر في الحفاظ عليها؛ بل حاول البعض من القضاء عليها ولعنها وكذلك اليوم الذي قامت فيها، وهم أصحاب المصالح الخاصة والنفوذ المادي والبلطجة الأخلاقية وفرض السيادة، ومن هؤلاء للأسف رجالًا من النظام السابق مازالوا على رأس العمل يقاتلون من أجل إجهاض الثورة وتفشيل الرئيس "مرسي" ، برفضهم التعاون معه برغم أنهم يظهرون تعاونهم، فما يحدث في الأقسام يبين تواطئ شديد منهم، وهذا موقف يبين هذا التواطؤ وعدم الرغبة في العمل، لقد سُرقت سيارة مواطن من محافظة الشرقية فقام بالذهاب إلى قسم الشرطة لعمل محضر وحث الضباط لإيجاد سيارته حيث أنها مصدر رزقه فسخروا منه وقالوا له نحن في إجازه أربع سنوات وبعدها نعدك بأننا سنأتي لك بها ولو في آخر الدنيا، بماذا يُفسر هذا؟ ليس له إلا تفسير واحد هو إحراج النظام الحالي وهنا لا بد من التحرك والعمل على حد هذه الظاهرة، وإبعاد هؤلاء الذين هم ضد الثورة ولديهم نية في إجهاضها ومحاولة إعادة الدولة إلى العهد البائد، وللأحزاب السياسية دور في ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع بعض المحسوبين على شباب الثورة وبعض التيارات في مصر المتجه بوصلتهم إلى الابتزاز السياسي، وفرض أراء تعجيزية كما حدث في الجمعية التأسيسية ورغبة إفشالها، ومن ثم حلها بعد مجهود كبير قاموا به العاملين في إعداد الدستور، برغم أنه تم التوافق من جميع القوى السياسية ويشهد على ذلك التوافق"السيد البدوي" رئيس حزب الوفد وكذلك "أيمن نور" رئيس حزب غد الثورة ومؤسس حركة كفاية أمام المجلس العسكري حينها، إن المثبطات قد زادت ومنها كثرة الاعتصامات والإضرابات، كذلك إقالة النائب العام مع أنه كان من قبل مطلب جماهيري عريض وعندما نفذه الرئيس اعترضوا ورفعوا شعارات استقلال القضاء، وهنا أسألهم أين دم الشهداء الذي ناديتم به كثيرا؟ .
يؤسفنا أن نقول أن أمثال هؤلاء ليسوا وطنيون ولا يريدون الخير لمصر ولا يريدون الاستقرار لها، بل يريدون إشاعة الفوضى ونترحم على الماضي، بحملة التشكيك ضد الرئيس والنيل من شخصه الكريم والتقليل منه، بل تجرأ البعض أمثال "إبراهيم عيسى" بالسخرية منه ومن قفاهومشروع النهضة المزعوم الوهمي، هل هذا يُعقل أيها المثقفون؟ أين المبادئ والأخلاق؟ يبدو أننا تخصصنا في تسميم أسماع الناس وحرق الأمل في أنفسهم عبر قنوات معروفه لمن ولائهم تحت دعوة حرية الرأي، إن ما يحدث لا يثمن الحرية في شيء إنما بلطجة كلاميةذات منهجية واضحة ومدروسة، وموضة توالي رفض لقاء الرئيس بدعوات غريبة وادعاءات باطلة كعدم وضوح أجندة الرئيس كما قال "البرادعي" ورفض القوى الثورية من قبل احتجاجا على تشكيل الجمعية التأسيسية، مما يبعث إلى نفوس الناس اليأس من أي اتفاق، أيها المثبطون نريد أن يحس المواطن ببارقة أمل تأتي، أرحموهم رحمكم الله.
 سيادة الرئيس نرجوك أن تتحرك قبل أن تحترق مصر كلها، لقدكثراللغط وزاد الكيل وطفح، قم بتشريع قوانين تتيح للديمقراطية النجاح ونعي أننا مازلنا في فترة انتقالية مطلوب فيها قوة الحسم لا التراخي مع من لا يعمل في كل المجالات وأول هؤلاء رجال الأمن الذين لا يعملون بكل قوتهم، نرجو التكاتف لإرساء سفينة الدولة وحفظها من الدوامة التي قد تأخذها وسط بحر مظلم لا يعلم بمصيرها إلا الله، سيدي الرئيس نرجوك الحفاظ على هيبتك وهيبة البلد فمن أحسن كافئه ومن يسيء جازيه، لا تترك الحبل على الغارب تحت مسمى الديمقراطية فالحزم الحزم ولا تبطئنه اليوم فيه أفضل من الغد، وفقك الله يا دكتور "مرسي" وسدد خطاك وأعانك على ما ابتلاك به، حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء وعافاها من أي كبوة وجعلها منارة العلم والخير للعالم كله !
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!