عندما تضيق بك الدنيا!!!


عندما تضيق الدنيا بأحد يجد نفسه وحيدا بين رحاها لا ينتظر أحد أن ينقذه من بني الإنسان، فالمنقذ وحده هو الله فقط برحمته وفضله، أما غير ذلك فلا مُنجي ولا مُعين فالجميع لا يرى أو حتى يشعر بمن حوله، وعندما يشعر بك يشعرك بالمن والفضل ومجاملة يحسبها عليك ويجعلها أمام عينك طول العمر تطاردك، الدنيا تضيق وضائقتها صعبة ولم تجد بها مُتسعا، تبحث عن بسمة تضيء لك الطريق فلم تجد فتتخبط قدماك بصخور الأسى والحرمان فتدميها، تبحث عن لحظة فرح وسعادة تأخذ بيدك وسط هذه الهموم فلم تجد، تبحث عن نسمة هواء تشمها أنفك وتخرج أنفاسك وتنشلك من بين براثن الضيق وحبالها الملفوفة حول عنقك فلم تجد، تبحث عن طريق الحب يظهر لك ويخرجك من وسط طرق الحقد والكراهية والأنانية وتستظل بأشجار نبتت وكبرت بالحب فلم تجد، تريد أن تصرخ بأعلى صوتك فلم تستطيع وحتى لو أخرجتها فلا أحد يسمعك، حتى الصديق الذي كنت تفتح له قلبك ذات يوم تاه ولم تجده، حينها يأخذك القدر وتسير دون معرفة إلى أين لكن قد تذهب إلى مجهول وقد إلى سعادة تعوضك عما مضى، لكن ليس المعنى إنك تصل إلى السعادة لكن المعنى ما يتعلق في ذاكرتك ممن تخلو عنك، تتذكر حينها وقت فيه تمنيت أن تبكي ولم تستطيع بعدما أبت الدموع أن تنزل وتركت داخلك بركان يغلي، تتذكر عندما القيت في ظلمة الدنيا وحدك لم تجد حينها من يأخذ بيدك، تتذكر تخلي الجميع عنك عندما كنت أسيرا لدى العذاب الذي كان يؤرق حياتك وحرمك من نومة كنت تحتاجها في تلك اللحظات ولم تجدها، تتذكر عند المشيب ضياع الشباب وموت أشجاره التي كانت تُزين جنباته وبستانه وموت الأمل الذي كان عبقه يملأ الحياة، فهل سيأتي عليك زمن تكون كل هذه الصعاب ذكرى؟ أم ستظل تحت رحى الدنيا تتزوق كل معاني العذاب وأنت لا حول لك ولا قوة، هل ستعود إلى حضن كل من تحب؟ أم ستظل الحياة تخاصمك؟ لقد ضاع الحب ومعه الود وضاع الهوا من حياتك، هل سيسمعك أحد عندما تنادي؟ أم سيبقى صدى صوتك لا يسمعه إلا أنت فقط؟ لقد حُرمت من حبيب العمر الذي اختاره قلبك وسُجن الحب في قلبه، هل ستعود اللحظة التي كنت تلتقي به؟ وتصبحون كالطيور بجناح الحب تغازلا الطيور على أغصان الأشجار بأناشيد الحب، والذكريات الجميلة التي تاهت ملامحها بين الأحزان وتاهت سطور الود بين كثرة الأحقاد حتى أصبح مجرد التفكير في عودة أيام الحب ممنوع، من المستحيل على من جرح أن ينسى الجرح مهما أتى من فرح، قد انطفأت شموع الحب التي تنير أركان القلوب. لا عزاء بعدما انتهى كل شيء وانتهى الشباب وابيض شعر الرأس واعتادت النفس على الأحزان، وضاعت الرؤية بعدما انتهى البصر بين بركان الدموع، ضاع الأمل بين ركام الهموم ولم تجد مُتسعا ولا مخرج من تلك الأحزان، ضاع الأمل بعدما اختفت الأحلام وغدر الأيام، قد كتبت الأيام إرادتها رحيل السعادة وان تصبح وحيدا في الوجود تبكي وتظل كذلك حتى تغرق وتدفن تحت انقاض الأفراح وفوقها الأحزان وتموت معك الذكريات وتحترق الكتابات التي دونتها لكن نصيحتي أن تدون الذكريات على جسدك يأكلها التراب في قبرك ولا يتطلع عليها أحد، فلا يوجد من يستحق ذلك بعدما فروا يوم أن احتجت لهم!
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!