مصر مش عزبة مصر لكل المصريين !

هذا الشعار الذي دُعي تحته الناس لمظاهرة قوية بمليونيه في ميدان التحرير، ولا أدري هل حقاً مصر أصبحت عزبة؟ ومن ذا الذي جعلها كذلك؟ أنني شخصياً لا يوجد عندي إجابة، يا ليت الأحزاب والقوى التي دعت لهذه المظاهرة تُجيب حتى يستريح قلبي وكذلك يستريح الناس في الشارع، إن ما رآه الجميع اليوم في هذه الجمعة سب وقذف الناس بالباطل وادعاءات كثيرة مؤداها الفرقة وخلق التناحر بين الجميع بدلا من التكاتف من أجل مصر، الهتافات اليوم شيء مؤسف لم نرها من قبل ضد "حسني مبارك" نفسه فمثلا القول يسقط حكم المرشد، يسقط حكم الخرفان، ومصر مقبرة الإخوان، وامسك إخوان وكأن الإخوان لصوص كأنهم لم يأتوا عبر انتخاب نزيهة شهد لها العالم بالنزاهة ولم يسبق لها مثيل في مصر منذ ستين عاما بل أكثر، وهتافات كثيرة قد حزنت كثيرا عندما سمعتها فليس هؤلاء الثوار الذين وقفوا جنبا بجنب في 25 يناير هذه الثورة العظيمة، لا أدري لمصلحة من هذه الشتائم؟ ما حدث اليوم الجمعة 19 أكتوبر 2012 هو مخالف لما ينادي به الداعون، كل الدلائل تُبين نية إقصاء فصيل أصيل في المجتمع وفكرة الإقصاء مرفوضة ضد أي فصيل مهما كان فكره وانتماؤه، مصر فعلا للجميع وهي ليست عزبة وكذلك الميادين ليس عزبة، قد تابع المشاهد عبر الجزيرة مباشر ما حدث كذلك شاهد المداخلات لبعض المشاركين مثل الدكتور "عماد أبو غازي" وزير الثقافة السابق في حكومة "شرف" ومدى تحامله ضد الإخوان وحزب الحرية والعدالة واعتراضه لمجرد الاعتراض وهذا ظهر جليا عند مقابلته بأسئلة حوارية من مراسل الجزيرة له ، ثم أردف قائلا إن الدعوة لهذه المظاهرة لتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والعيش بكرامة وإسقاط اللجنة التأسيسية وحلها قبل أن تقوم المحكمة بحلها فسأله المراسل ماهي اعتراضاتك على المسودة وأي مادة بها لم توافق عليها فرد أنها كلها من الأساس ويرى المشاهد أن الموضوع ليس دستور ولا مواد لكن هي تصفية حسابات ورفض فصيل والرغبة في إبعاده عن المشهد نهائياً، وهنا سؤال أطرحه عليه لماذا لم يقُم المعترضون بعمل دستور ويتم عرض الاثنين على المختصين وكذلك الناس للاستفتاء؟ أم الأمر فقط كلام في كلام؟ ألا تسمع يا دكتور الشعار المرفوع من الجمعية التأسيسية ؟ وهو" امسك المسودة بيسارك والقلم بيمينك ضف ما شئت واحذف ما شئت"، ألا يكفيكم هذا أيها الوزير، كذلك لم تعجبني مداخلة الدكتور "احمد البرعي" وزير القوى العامة السابق الذي قال ما قاله سلفه، إن مظاهرة اليوم نقطة سوداء في سجل من دعا إليها، لأنه لم يركز على مصلحة مصر قدر ما ركز على مصالح شخصية وحزبية، أرجو من الجميع أن يجلسوا سويا ووضع حد لهذه المهازل التي هي بمثابة ممحاة للُحمة والأخوة التي لا تفرق بين ديانة وأخرى كما حدث في التحرير من قبل ولا يوجد فرق بين أمي ومُتعلم حينها ذابت الفوارق وكنا نظن أنها ذابت دون رجعة، لكن ما يحدث الآن عبر شبكات التواصل الاجتماعي تويتر والفيس بوك شيء ينذر بحرب أهلية وهذا ما يتمناه الغير لنا، ندعو الله ألا يحدث أبدا في مصر، ما يحدث وما حدث مخالف تماما لمبادئ الثورة العظيمة التي وضعوها لأنفسهم من قبل ومُخالف لأعرافنا ومبادئنا وأخلاقنا وتربيتنا، أنادي الجميع أن يتحدوا سويا قبل أن نندم ويندم الجميع، خذوا العبرة من دول الجوار تونس وليبيا، حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء وحفظ كذلك جميع الدول العربية والإسلامية!
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com