حواري مع النفس !!!



نفسي أردت أن أحاورك في أشياء كثيرة وأرجو أن نصل فيها إلى حل، أرجو أن تكوني في منتهى الشفافية معي وتكوني صادقة حتى ولو هذا ضايقني أو يغضبني، أنا حقا أريد حلا أخرج به من دوامة شنيعة قد أوصدت كل أبواب الأمل في وجهي وملكت اليأس مني وجعلتني لا أثق في أي شيء حتى فيمن يمد يده لي لينقذني، الكل عندي سواء إن أراد بعمله شرا أو خيرا مع إنني أعترف بأن هذا التفكير خطأ وقد يُدمرني، لكننا أتفقنا منذ البداية على الصراحة والشفافية، أعترف لك أنني أصبحت مع كل خطوة أخطوها تبعدني عن نفسي حتى خشيت أن أتوه وأصبح غريب عنها، نعم أريد أيتها النفس بصدق أن تصارحيني وتضعي خطاي على الطريق الصحيح ونعرف حقيقة الحياة التي تعطينا الكثير ونجهل التعامل معها، هل هذا خطأ الحياة أم خطئنا نحن؟ تعالي يا نفسي نتحاور بهدوء وأسألك من أنت  وماذا تُريدين من الحياة و ما الهدف الذي رسمتيه لنفسك؟ ما هي الطموحات التي تتمنيها؟ ما هي النظرة التي تنظر للحياة بها؟ هيا أجيب  يا نفسي على هذا ثم أبدأ في أسأله أخرى إذا احتاج الأمر، فتنهدت النفس ثم صمتت قليلا  ثم قالت أما عن من أنا، أنا باحثة عن السعادة والحياة الجميلة بكل معانيها الحلوة، لا أريد فيها وصب ولا نصب ولا هم ولا غل ولا حقد ولا كره ولا بغضاء ولا نكد ولا قيل وقال، أريدها صافية نقية خالية من التلوث الفكري ومن حب المصلحة، أنا نفس تريد الاستقرار تنشد الحب مع من تحب لا تريد أن تبكي ذات يوم لا تريد أن تتكدر ولا تتوه خطاها، أنا نفس لا تريد أكثر من الحب الذي به أفهم معناه منيرا به الطريق أمام خطاي التي أصل بها إلى سعادتي، أنا نفس أعرف أن حياتي في الدنيا معدودة فلا يُعقل أن أترك لحظة منها تضيع في أشياء تافهة لا تغني ولا تُسمن من جوع، أنا نفس أنشد العلا كي أصبح شمس تنير ظلمة القلوب، أنا نفس تريد أحد يفهمني ويقدرني ويحترمني، أريد من احب أن يعرف معنى الإيثار ويؤثر على نفسه حتى لو كان به خصاصة، هل هذا كثير عليّ أن أنشده؟ أليس من حقي أن أختار ما ترنو إليه نفسي؟ أليس من حقي أن أحترم نفسي وأضعها في مكانة تحفظها ويعلوا شأنها؟ أريد ممن يحبني أن يفهمني ونعيش سويا لا يبخل عليّ بحب أو بود أو بالإخلاص أريد أن يكون واضح لا يشوبه التباس في أي تصرف، أريده كتاب مفتوح أعرف بفرحه عندما يفرح وأشعر بحزنه عندما يحزن، أريد أن أشاركه كل شيء وتصبح حياتي كلها فداه وسأكون سعيد بذلك، أريده حضن حنون أرتمي فيه عندما تكدرني الحياة فيمتص بحنانه ووده وحبه هذا الكدر، أحلم بنسمة منه أجعلها وسادة اتكأ عليها كي تأخذني نومة عميقة أبحر فيها في بحر الأحلام والأماني أسكن فيها قصور الحب وأركب بساطه في سماء قلبه وأطوفه وأنا كلي سعادة بأنني أمتلكه وهو أيضا يمتلكني بسجني فيه، أريد يد تمتد إليّ وتمسح دمعتي عندما تتخلى عني جميع الأياد، أريد نفس تنذر حياتها من أجلي وأنذر أنا كذلك حياتي من أجله، تكون الحياة بالنسبة له من دوني مستحيل وحياتي أيضا من دونه أكثر من المستحيل؟ هل هذا كثيرا على قلب عشق الحب بصدق؟ هل هذا ليس من حق نفس تنازلت على كل شيء مقابل حبه؟ أم أنا فقط الذي كُتب علي أن أضحي؟ أما عن هدفي فهو أن أرتقي أنا وحبيبي كل الخلافات ونبني جسر الحب الذي نعبر عليه إلى عالم السعادة نعيش حياتنا بكل معاني الحب والفهم، هدفي أن أراه نجما يسطع في سماء الأحباب ويكون لهم دليلا إلى بلاد السعادة، هدفي أن نحيى بالتفاهم ونترك كل أسباب الأنانية والبخل المادي والعاطفي، هدفي أن يكون لي وحدي وأكون له وحده لا يتدخل أحد في حياتنا ولا شأن له بها من أي إنسان مهما كان حتى لا يكون سببا في الفراق الذي لا أتمناه أبداً، وعن طموحاتي  فهي أن يكون حبيبي لا مثيل له أتمنى أن أفخر به أمام الدنيا كلها، أما عن نظرتي للحياة أريد أن أراها بعينه لا أراها بعيني فإن رأيتها بعينه أتأكد حينها أنه لا يختلف عني وأصبحنا روح واحدة تسكن في جسدين ويرى مثلما أرى ويحب مثلما أحب ويكون بذلك يكون كل شيء قد اكتمل، أليس هذا من حقي؟ أه ثم أه لقد تعبت ومللت من الحياة التي لا أجد فيها من يفهمني كأنني من كوكب غير كوكبهم، شعوري يختلف عن شعورهم ومطالبي لا أحد يفهمها حتى لهجتي أحس أنها تختلف كثيرا عنهم، دنياهم غريبة فيها أسود يتأسدون وهم في الحقيقة خراف ليس لهم أي قيمة فهم يساقون دون فكر، يفتقدون الإحساس والشعور يفتقدون كل المعاني الجميلة التي كانت مرسومة في عقلي، إذا يا نفس ماذا قدمت لذلك حتى تناليه؟ أقول لك لقد قدمت قلبي وحياتي وتنازلت على معظم ما كنت أحلم به منذ نعومة أظافر يدي، تنازلت عن معظم الحب مقابل فقط أن أحد يفهمني، تنازلت عن ابتسامة كانت لا تفاقني، تنازلت عن وعن ...عن أشياء كثيرة ألا يكفيك ما ذكرت؟ ألا يكفيك أنني قد تنازلت عن حبي مقابل أمل يراودني أن يعود في يوم مرة أخرى ويعتذر، تعرف أنني أحيانا كثيرة أشتاق إلى كلمة بحبك لكنني للأسف لم أجدها حتى خشيت أن أفتقدها؟ ألا يكفيك هذا كله؟ سامحك الله فتحت جرح كنت لا أريد فتحه ولا أدري سيداوى هذه المرة أم لا؟ يا نفس سأتركك الآن بجرحك وهمك وبعذابك وأنا على يقين كما أنني على يقين إنك أقوى من أي شيء وستتغلبين على كل هذا، وداعا على أن نكمل حوارنا في وقت آخر عسى أن يكون الوقت القادم أفضل، بصدق أنني اليوم أردت أن أجلدك جلد الذات لكن ما استطعت بعدما أبكيت عيني وأبكيت القلب الذي بين أضلعي!!!
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com
   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!